ترامب يفضح خيانة بن سلمان: تطبيع بلا دولة فلسطينية وبيع لدماء الشهداء

في مقابلة أثارت جدلًا واسعًا، شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جدية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن ربط التطبيع مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، معتبرًا أن تصريحات الأخير حول “حل الدولتين” ليست سوى مناورة سياسية. 

وردًا على سؤال في برنامج “60 دقيقة” عن موقفه من تصريحات بن سلمان، قال ترامب: “لا، أعتقد أنه سينضم إلى اتفاقات إبراهيم”، في إشارة واضحة إلى أن التطبيع بالنسبة لترامب مسألة وقت لا مبدأ.

تصريحات ترامب، التي جاءت قبل أسابيع قليلة من زيارة مرتقبة لولي العهد إلى واشنطن، اعتُبرت إحراجًا كبيرًا للرياض، خصوصًا أنها قادت في سبتمبر الماضي بالتعاون مع باريس مبادرة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة. 

ومع ذلك، لم تصدر المملكة أي تعليق رسمي، مكتفية بصمت لافت يتزامن مع تحضيرات بن سلمان لزيارته الأولى إلى الولايات المتحدة منذ سبع سنوات، في وقت تتحدث فيه الصحافة الأمريكية عن أجندة ثقيلة تشمل اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن.

https://www.alaraby.co.uk/sites/default/files/935010444.jpeg

زيارة واشنطن: الدفاع أولًا أم التطبيع؟

بحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن محمد بن سلمان يضع نصب عينيه توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، على غرار تلك التي أبرمها ترامب مع قطر في زيارته للشرق الأوسط عام 2017. وتضيف الصحيفة أن الرياض تسعى أيضًا للحصول على طائرات “إف-35” المتقدمة، إضافة إلى الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية لتطوير برنامج نووي مدني، وهما ملفان لطالما شكّلا محورًا للتفاوض مع إدارة جو بايدن.

ويرى مراقبون أن الأولويات الأمنية والعسكرية قد تطغى على الملف الفلسطيني خلال الزيارة، خاصة في ظل رغبة الرياض في ضمان مظلة دفاع أمريكية توازي النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. هذا التركيز على الأمن – بحسب المصادر – قد يجعل التطبيع ورقة تفاوضية ثانوية، تُستخدم فقط لكسب الدعم الأمريكي، حتى وإن كان الثمن تجاهل المطالب الفلسطينية.

ترامب يستثمر “الهدنة” ويدفع نحو التطبيع

يُعوّل ترامب، الذي يسعى إلى استعادة زخم اتفاقيات أبراهام، على استثمار وقف إطلاق النار الأخير في غزة لفتح الباب أمام تطبيع سعودي–إسرائيلي. فقد روّج الرئيس الجمهوري لأن الهدنة “خطوة نحو سلام إقليمي شامل”، معتبرًا أن السعودية هي “الجائزة الكبرى” التي ستمنحه نصرًا دبلوماسيًا قبل الانتخابات.

ويرى محللون أن ترامب يستخدم ملف التطبيع كورقة ضغط لإظهار أنه “الرئيس الذي أعاد العرب إلى إسرائيل”، رغم الجرائم الإسرائيلية المستمرة في غزة. هذا الخطاب، وإن بدا براغماتيًا من منظور واشنطن، فإنه يكشف تناقضًا أخلاقيًا صارخًا، إذ يحوّل القضية الفلسطينية إلى أداة مساومة في لعبة النفوذ الأمريكية–الإسرائيلية في الشرق الأوسط.

الرياض بين ضغط واشنطن وغضب الشارع

من جهة أخرى، يواجه محمد بن سلمان معضلة داخلية حقيقية؛ فالرأي العام السعودي والعربي بات أكثر عداءً لإسرائيل بعد حرب غزة وما رافقها من مجازر ضد المدنيين.

 ويقول مراقبون إن أي خطوة تطبيعية الآن قد تُفسَّر كخيانة علنية لدماء الفلسطينيين وهو ما يسعى له محمد بن سلمان لإرضاء واشنطن.

بين بايدن وترامب.. مسار واحد نحو تل أبيب

اللافت أن ترامب، الذي طالما انتقد سياسة بايدن، وجد نفسه متفقًا معه في هذه النقطة تحديدًا. ففي مقابلة مع مجلة تايم الشهر الماضي، قال ترامب إنه “قريب جدًا من صفقة التطبيع مع السعودية”، مرجحًا أن تُنجز قبل نهاية العام. وبذلك، يبدو أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يتناوبان على توظيف السعودية كأداة في خدمة المصالح الإسرائيلية.

وكان ترامب قد أكد سابقًا أن الرياض لم تكن قادرة على التطبيع خلال الحرب على غزة “لأنها كانت تشعر بالإحراج”، لكن مع وقف إطلاق النار “بات بإمكانها ذلك الآن”. هذه الكلمات تعكس نظرة استعلائية من واشنطن تعتبر الموقف السعودي مجرد مسألة توقيت، لا مبدأ سياسي أو التزام تجاه الشعب الفلسطيني.

خاتمة: التطبيع مقابل البقاء في الحماية الأمريكية

بينما يروّج ترامب لـ”تطبيع بلا دولة فلسطينية”، يسعى بن سلمان إلى التطبيع بأي ثمن، في معادلة تجعل من القضية الفلسطينية الضحية الدائمة. فولي العهد الذي وعد مرارًا بدعم الحقوق الفلسطينية، بدا اليوم على حقيقته كونه تابع لأميركا ومن ورائها الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى