“سانشيز: حلّ الدولتين مستحيل في ظل الإبادة الإسرائيلية.. هل تتحول إسبانيا إلى رأس حربة أوروبية في مواجهة تل أبيب؟”

أولاً: مضمون التصريحات
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قدّم خطاباً شديد اللهجة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ربط فيه استحالة حلّ الدولتين باستمرار الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدًا أن أي عملية سياسية لا يمكن أن تقوم على أرضية ملوثة بالدماء.
- وصف ما يجري بأنه “إبادة جماعية” بشكل مباشر، وهو توصيف يتجنبه معظم القادة الغربيين.
- شدّد على أن التاريخ سيحاسب المتواطئين بالصمت، معلنًا أن إسبانيا اختارت الفعل لا الصمت.
- دعا إلى العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وحقوق متساوية مع باقي الدول.
- لوّح باستمرار الخطوات العقابية ضد إسرائيل، ومنها المطالبة بحرمانها من النشاطات الرياضية الدولية.
ثانياً: السياق السياسي
- المؤتمر الدولي لحل الدولتين تحت مظلة الأمم المتحدة وبقيادة فرنسا والسعودية، منح سانشيز منصة لإبراز اختلاف الموقف الإسباني عن غالبية المواقف الأوروبية التقليدية.
- تصريحات سانشيز جاءت بعد احتجاجات شعبية ضخمة في إسبانيا ضد مشاركة فريق إسرائيلي في سباق الدراجات، ما يعكس أن الخطاب الإسباني يستند إلى ضغط داخلي شعبي متزايد.
- التوقيت يتزامن مع استمرار انقسام أوروبي حول كيفية التعامل مع حرب غزة:
- دول مثل ألمانيا والنمسا متمسكة بالدعم المطلق للاحتلال.
- بينما تتحرك دول مثل إيرلندا وإسبانيا باتجاه انتقاد علني غير مسبوق لإسرائيل.
ثالثاً: الدلالات
- شرعنة رواية الفلسطينيين: استخدام رئيس وزراء أوروبي بارز لمصطلح “الإبادة الجماعية” يُعد اختراقاً دبلوماسياً وإعلامياً يضعف السردية الإسرائيلية.
- تدويل المساءلة: الإصرار على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، إشارة لمحاولة تقويض احتكار أمريكا لمسار التسوية.
- الرياضة كساحة ضغط سياسي: الدعوة لمنع مشاركة إسرائيل في المنافسات الرياضية تُظهر توجهاً جديداً لمقاطعة شاملة، تتجاوز الاقتصاد والسياسة.
- التمرد الأخلاقي الأوروبي: خطاب سانشيز قد يُشكل نواة تيار أوروبي متمرد على الهيمنة الأمريكية في الملف الفلسطيني.
رابعاً: التداعيات المحتملة
- على المستوى الأوروبي: قد تدفع تصريحات سانشيز دولاً مثل البرتغال، إيرلندا، وبلجيكا للالتحاق بموقف إسبانيا، بينما ستثير غضب العواصم الأكثر انحيازاً لتل أبيب.
- على العلاقات الإسبانية – الإسرائيلية: مرشحة لمزيد من التدهور، خصوصاً مع استمرار مدريد في تبني عقوبات سياسية ورمزية.
- على الساحة الفلسطينية: التصريحات تمنح زخماً دبلوماسياً للفلسطينيين، لكنها في الوقت ذاته تكشف حدود الحلول المطروحة، إذ يعلن سانشيز استحالة حل الدولتين في الظروف الحالية.
خامساً: الخلاصة
خطاب سانشيز لا يمكن اعتباره مجرد موقف عابر، بل تحول استراتيجي في الخطاب الأوروبي تجاه إسرائيل، إذ يعكس انتقال جزء من الغرب من مربع التبرير إلى مربع الاتهام العلني. السؤال الآن:
🔻 هل تستطيع إسبانيا قيادة محور أوروبي جديد يدفع نحو عزل إسرائيل دولياً، أم أن ضغوط واشنطن وتل أبيب ستجعل هذا الموقف مجرد حالة فردية سرعان ما تُحتوى؟