أسطول الصمود يتوسع: دفعة جديدة من السفن تنطلق نحو غزة متحدية الحصار والقرصنة الإسرائيلية

مقدمة
في مشهد يعيد إلى الأذهان معارك البحر في وجه الاستعمار، تنطلق دفعة جديدة من سفن كسر الحصار من جنوب إيطاليا، لتنضم إلى ما يُعرف بـ”أسطول الصمود العالمي”، الذي يضم أكثر من خمسين سفينة ومركبًا تتجه نحو قطاع غزة المحاصر. هذه الخطوة ليست مجرد مبادرة إنسانية لنقل المساعدات، بل هي رسالة سياسية وأخلاقية صريحة للعالم: أن الحصار المستمر منذ 18 عامًا لم يعد مقبولًا، وأن التضامن الشعبي العالمي قادر على تحدي منظومة الاحتلال والقرصنة.
تفاصيل الانطلاقة الجديدة
- الموعد والمكان: الأربعاء 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، من أحد الموانئ الجنوبية الإيطالية.
- الجهات المنظمة: ائتلاف أسطول الحرية (FFC) بالتعاون مع مبادرة ألف مادلين إلى غزة (TMTG).
- الهدف: كسر الحصار البحري المفروض على القطاع، إيصال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة، والتأكيد على حق الفلسطينيين في الحياة والحرية.
مبادرة “ألف مادلين”: رمز الصمود
تحمل المبادرة اسم “مادلين” تكريمًا لـ:
- مادلين كلاب: أول صيادة فلسطينية في غزة.
- سفينة “مادلين”: التي حاولت في يونيو الماضي الوصول إلى غزة لكنها مُنعت بالقوة من قبل الاحتلال.
المبادرة تسعى إلى تنظيم أسطول مكون من ألف سفينة، في أضخم تحالف مدني بحري يضم متطوعين ونشطاء من مختلف دول العالم.
الأبعاد السياسية والإنسانية
- تحدي الحصار: منذ مارس الماضي يغلق الاحتلال كل المعابر، مانعًا دخول المواد الغذائية والطبية، ما تسبب بمجاعة أودت بحياة المئات بينهم أطفال.
- إعادة قضية غزة للواجهة: في ظل انشغال العالم بالصراعات الإقليمية، يشكل الأسطول فرصة لإعادة تسليط الضوء على جرائم الاحتلال في القطاع.
- تعرية الاحتلال دوليًا: محاولات إسرائيل السابقة لقرصنة السفن وإجهاض المبادرات السلمية، تحولت إلى فضائح دولية فضحت الطابع الإجرامي للحصار.
اللقاء المنتظر قرب مالطا
بحسب اللجنة الدولية لكسر الحصار، من المقرر أن تلتقي السفن المتجهة نحو غزة قرب مالطا لتبحر مجتمعة في البحر المتوسط، في أول مرة يجتمع فيها هذا العدد الكبير من السفن في تحرك تضامني موحد، ما يزيد من الزخم الإعلامي والسياسي للمبادرة.
الأسطول كأداة مقاومة مدنية
رغم الطبيعة السلمية والإنسانية لهذه التحركات، إلا أنها تحمل طابعًا مقاومًا بامتياز، إذ تسعى إلى فرض واقع جديد:
- إلغاء مشروعية الحصار الإسرائيلي.
- إحراج الحكومات الأوروبية المتواطئة بالصمت.
- توجيه رسالة بأن غزة ليست وحدها، وأن الشعوب قادرة على خلق ممرات بديلة رغم إرادة الاحتلال.
الخاتمة
في الوقت الذي يوغل فيه الاحتلال الإسرائيلي في جريمة إبادة خلفت 65,208 شهيدًا و166,271 مصابًا، ووسط حصار خانق حرم 2.4 مليون فلسطيني من الغذاء والدواء، يبحر “أسطول الصمود” ليقول للعالم: إذا عجزت الحكومات عن كسر الحصار، فإن الشعوب ستفعل. هذه المبادرات قد لا تحمل الحل النهائي لغزة، لكنها تعيد تعريف التضامن العالمي كأداة ضغط حقيقية، وتكتب فصلًا جديدًا في معركة الحرية على مياه البحر الأبيض المتوسط.