بروكسل تعاقب تل أبيب.. العقوبات الأوروبية تفتح جبهة جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي

أولاً: خطوة غير مسبوقة في الموقف الأوروبي
إعلان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي وتعليق بنود تجارية رئيسية يعد تحولاً استراتيجياً في الموقف الأوروبي، الذي لطالما اتسم بالتحفظ والدعم الضمني لتل أبيب.
- العقوبات تستهدف الوزراء المتطرفين والمستوطنين العنيفين بشكل مباشر.
- تعليق الامتيازات التجارية يضع العلاقات الاقتصادية بين الجانبين على المحك، بعدما ظلت لعقود أحد أعمدة التعاون.
- هذه الخطوة تمثل كسراً لحاجز الصمت الأوروبي وتعبيراً عن ضيق سياسي وشعبي متزايد من جرائم الإبادة في غزة.
ثانياً: دوافع القرار الأوروبي
البيان الصادر عن وزيرة خارجية الاتحاد كايا كالاس حمل دلالات واضحة:
- رفض العملية البرية في غزة التي وصفتها بأنها “تفاقم الوضع اليائس وتعني مزيداً من الموت والدمار”.
- الاستجابة لضغط الرأي العام الأوروبي، حيث تتواصل المظاهرات الحاشدة في العواصم الأوروبية ضد الحرب.
- محاولة الاتحاد استعادة دوره الأخلاقي والدبلوماسي بعد اتهامه طويلاً بالتواطؤ مع واشنطن وتل أبيب.
ثالثاً: الانعكاسات على إسرائيل
الصحافة العبرية وصفت العقوبات بأنها “دراماتيكية”، وحذرت من:
- خسائر بمليارات الدولارات نتيجة تعليق الاتفاقيات التجارية.
- تآكل مكانة إسرائيل الدولية بعدما كانت تراهن على أوروبا كسوق رئيسي وشريك سياسي.
- اتساع عزلة تل أبيب مع تصاعد الانتقادات الأممية والمنظمات الحقوقية لجرائمها في غزة.
رابعاً: توازنات دولية متغيرة
- الاتحاد الأوروبي يرسل رسالة إلى واشنطن بأنه لن يظل تابعاً بالكامل للموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل بلا حدود.
- هذه العقوبات قد تفتح الباب أمام تحركات موازية في الأمم المتحدة لإعادة طرح ملف الإبادة والمساءلة القانونية.
- إذا توسع المسار الأوروبي، فقد نشهد بداية محاصرة دبلوماسية واقتصادية لإسرائيل شبيهة بما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
خامساً: البعد الفلسطيني
الأرقام المروعة للحرب – أكثر من 64 ألف شهيد و 165 ألف جريح – جعلت الاستمرار في التطبيع أو الصمت مكلفاً سياسياً وأخلاقياً للاتحاد الأوروبي.
وبالتالي، فإن العقوبات ليست مجرد رد فعل سياسي، بل محاولة للتخفيف من الضغط الشعبي وامتصاص الغضب المتصاعد في الشارع الأوروبي.
العقوبات الأوروبية على إسرائيل تُمثّل صفعة سياسية واقتصادية غير مسبوقة قد تعيد صياغة العلاقات بين بروكسل وتل أبيب. وبينما تعتبر إسرائيل أن هذه الخطوة تهديد مباشر لاقتصادها ومكانتها، ينظر الفلسطينيون إليها كبداية لتحرك دولي أوسع نحو محاصرة الاحتلال ومساءلته.