إيران تتوعد بالرد الحازم على أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي: “الخيار العسكري أثبت فشله”

في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، حذر مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أن طهران سترد “بحزم أكبر” في حال تعرضها لهجمات جديدة من الولايات المتحدة أو إسرائيل، مؤكداً أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداء يستهدف أمنها وسيادتها.
وقال عراقجي في تصريحاته، إن “القلق من إمكانية تحويل برنامج إيران النووي لأغراض غير سلمية لا يمكن معالجته بالقوة العسكرية، التي أثبتت عدم جدواها، بل من خلال حل تفاوضي يمكن أن ينجح إذا توفرت الإرادة السياسية”.
تصريحات المسؤول الإيراني جاءت ردًا مباشرًا على تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي توعّد، خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع “تيرنبري” الأسكتلندي، بـ”سحق” أي محاولة إيرانية لاستئناف البرنامج النووي، مضيفًا: “دمرنا قدراتهم النووية، وإذا حاولوا إعادة تشغيلها، سنقضي عليها أسرع مما يتخيلون”.
ويُشار إلى أن إسرائيل كانت قد شنّت، في منتصف حزيران/يونيو 2025، هجمات استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، تبعتها غارات أمريكية على ثلاث مواقع نووية استراتيجية، ما أدى إلى تجميد المحادثات النووية بين واشنطن وطهران التي انطلقت في نيسان/أبريل، ودفع إيران إلى تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في السياق ذاته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن استمرار عضوية إيران في معاهدة منع الانتشار النووي يجب أن يقابله التزام من الأطراف الأخرى بمنحها “الحقوق والمزايا الكاملة”، مشددًا على أن برنامج التخصيب الإيراني “واضح ومشروع”.
وأوضح بقائي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن إيران ما زالت ملتزمة باتفاقيات الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لافتًا إلى أن “تقريرات إضافية من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستُعلن لاحقًا”، وأن بلاده تعمل على وضع بروتوكول جديد للتعاون مع الوكالة، في ضوء قرار ملزم صادر عن مجلس الشورى الإسلامي.
وكشف بقائي عن احتمال زيارة مرتقبة لأحد مسؤولي الوكالة الدولية إلى طهران خلال الأسبوعين القادمين، لمناقشة الجوانب التقنية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، في محاولة للحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق الفني في ظل التصعيد السياسي والعسكري القائم.