تصاعد الخلافات داخل الكابينيت الإسرائيلي.. وزامير يحذر: استمرار الحرب يقود لاعتراف أوروبي أوسع بفلسطين

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تصاعد حدة الخلافات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينيت”، في ظل تعثر الأهداف الاستراتيجية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتحذيرات المتزايدة من مغبة التورط في احتلال طويل الأمد دون أفق سياسي.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، أبدى خلال اجتماع الكابينيت قلقه الشديد من تضارب الأهداف بين القضاء على حركة حماس، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، مشددًا على أن استمرار الغارات المركزة دون رؤية متكاملة لن يحقق الأهداف المعلنة.

🔻 مواجهة ساخنة بين زامير وسموتريتش
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، نشب خلاف حاد بين زامير ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، تطور إلى مواجهة كلامية، عقب تحذير رئيس الأركان من أن احتلال غزة بالكامل سيستغرق سنوات، في ظل غياب خطة سياسية واضحة لما بعد الحرب.

ردّ سموتريتش جاء هجوميًا، قائلًا لزامير: “أين هاليفي؟ نحن نفتقده”، في إشارة إلى رئيس الأركان السابق، منتقدًا خطط الجيش التي وصفها بـ”الضعيفة”، ومؤكدًا: “غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، ويجب السيطرة عليها وإعادة الاستيطان فيها”.

🔻 خطة نتنياهو للضم الجزئي.. ورضا أمريكي
في هذا السياق، نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح خطة لاحتلال تدريجي لأجزاء من قطاع غزة، في محاولة لاسترضاء شركائه المتطرفين، خصوصًا بعد تلويح سموتريتش بالاستقالة احتجاجًا على إدخال المساعدات الإنسانية.

ووفق مصدر رسمي، فإن الخطة تتضمن مهلة قصيرة لحماس للموافقة على وقف إطلاق النار، قبل البدء في تنفيذ الضم الجزئي، وهي خطة تحظى – بحسب المصدر – بموافقة ضمنية من الإدارة الأمريكية.

🔻 بريطانيا تعتزم الاعتراف بفلسطين.. وتل أبيب غاضبة
وفي تحول سياسي لافت، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نيّته الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، في حال لم يُبدِ الاحتلال خطوات جادة لإنهاء ما وصفه بـ”الوضع المروع في غزة”، حسبما نقلت وكالة رويترز.

ردّ وزارة الخارجية الإسرائيلية جاء سريعًا، ووصفت الخطوة البريطانية بأنها “مكافأة لحماس” تضر بجهود وقف إطلاق النار، معتبرة أن الموقف البريطاني الجديد يأتي نتيجة “ضغوط داخلية واتباعًا للنهج الفرنسي”.

وأشارت تقارير عبرية إلى أن تل أبيب تخشى من موجة اعترافات أوروبية وشيكة بدولة فلسطين، على خلفية الغضب الشعبي المتصاعد في الغرب من العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

🔻 أزمة ثقة داخلية.. واتهامات لنتنياهو
في ظل انسداد الأفق السياسي وتعثر جهود الوساطة، تتعالى الاتهامات داخل إسرائيل لرئيس الوزراء نتنياهو بتعطيل صفقة تبادل الأسرى مع حماس لدواعٍ سياسية شخصية. وتشير قيادات عسكرية ومعارضة إلى أن نتنياهو يستخدم ملف الأسرى كورقة تفاوض داخلية لضمان بقائه السياسي.

🔻 غزة تنزف.. والمأساة مستمرة
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية والدعوات العالمية لوقف العدوان. وقد أسفرت العمليات العسكرية عن أكثر من 206 آلاف بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود.

في الوقت ذاته، تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية، ما ينذر بكارثة مجاعة تهدد مئات الآلاف من المدنيين، وسط تأكيد منظمات دولية أن الاحتلال يستخدم “التجويع كسلاح حرب لإخضاع السكان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى