بعد الهدنة.. إسرائيل تخنق غزة بالمساعدات! الأمم المتحدة تكشف عراقيل الاحتلال أمام قوافل الإغاثة

رغم مرور أيام على إعلان وقف الحرب في غزة، ما زال شريان الحياة الإنساني يواجه حصارًا جديدًا من نوع آخر، بعدما كشفت الأمم المتحدة عن عراقيل إسرائيلية متعمدة تمنع تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أكد أن المنظمة تواجه “صعوبات كبيرة” في إيصال المساعدات عبر المعابر الحدودية، محمّلًا سلطات الاحتلال المسؤولية عن تعطيل حركة الشاحنات، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني على حافة المجاعة والانهيار الصحي الكامل.
حرب المعابر.. وجه آخر للحصار
تحت غطاء “الأسباب اللوجستية”، أعلنت إسرائيل خفض عدد الشاحنات المسموح بدخولها إلى غزة، بذريعة أن حركة حماس لم تُعِد جثث الأسرى الإسرائيليين، في خطوة اعتبرها مراقبون انتهاكًا مباشرًا لاتفاق الهدنة الذي تم برعاية أمريكية ومصرية.
ورغم التصريحات الرسمية عن إعادة فتح معبر رفح، فإن الواقع الميداني يؤكد استمرار الإغلاق، إذ تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن نية الجيش إبقاء المعبر مغلقًا حتى إشعار آخر، فيما تحاول الأمم المتحدة تمرير 600 شاحنة مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم كبديل مؤقت.
مصادر خاصة كشفت عن خلاف حاد بين جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية؛ فبينما يسعى الجيش لاستخدام ملف المساعدات كورقة ضغط على حماس، تخشى الحكومة من ردود فعل دولية غاضبة إذا استمر التعطيل.
ابتزاز إنساني ممنهج
يظهر من مجمل المواقف أن إسرائيل تمارس سياسة الابتزاز الإنساني بغطاء دبلوماسي، إذ تربط دخول المساعدات بمطالب سياسية وأمنية، متجاهلة الكارثة التي تعصف بالقطاع منذ عامين من الحرب المستمرة.
الأمم المتحدة عبّرت عن أملها في إيجاد نظام يسمح بتدفق المساعدات عبر معابر متعددة، لكنها في الوقت نفسه تدرك أن الأزمة ليست فنية بل سياسية بامتياز، هدفها إبقاء السيطرة الكاملة على مفاصل الحياة في غزة حتى بعد وقف إطلاق النار.
ملايين تحت الحصار.. والمأساة مستمرة
وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، استشهد 67,938 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 170,000 خلال الحرب التي استمرت عامين، بينهم آلاف الأطفال والنساء، بينما حصدت المجاعة أرواح 463 مدنيًا بينهم 157 طفلًا، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والبيئية في القطاع.
ومع كل شاحنة تُمنع من الدخول، تتجدد مأساة جديدة لأطفال ينتظرون الغذاء ومرضى يبحثون عن الدواء ونازحين يفترشون الأرض دون مأوى.
خلاصة المشهد
رغم ما يُروَّج عن “سلامٍ قادم” و“نهاية الحرب”، إلا أن غزة ما زالت تعيش تحت قصفٍ من نوعٍ آخر:
قصف المعابر، والقرارات، والوعود الكاذبة.
إنها حرب تجويع باردة تخوضها إسرائيل بعد الحرب العسكرية، مستغلة صمت المجتمع الدولي وتواطؤ الوسطاء.