50 عاما على حرب أكتوبر.. تباين المواقف بين النظام والشعب المصري من التطبيع

في الذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر 1973، والتي خاضتها مصر وسوريا ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي نجحت فيه مصر باسترداد سيناء، تأتي هذه الذكرى الآن في ظل تباين الموقف الرسمي للنظام المصري، والشعبي من الاحتلال الإسرائيلي.

ففي الوقت الذي يولغ فيه النظام المصري في التعاون مع الاحتلال، لا يزال الشعب المصري يقف صامدا ضد محاولات التطبيع، متضامنا مع الشعب الفلسطيني، ضد الانتهاكات والإجرام الإسرائيلي.

في 19 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1977، قرر الرئيس المصري السابق أنور السادات زيارة الأراضي المحتلة، رغم الخروج من الحرب دامية مع الاحتلال عام 1973، دون استفتاء الشعب المصري أو رضاه، والتي كانت مقدمة لتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد في آذار/مارس 1979.


وبالرغم من التطبيع الرسمي إلا أن الشعب المصري رفض التطبيع والذي لم يصل للمستوى الشعبي، حيث ظل الشعب المصري رافضًا لإقامة علاقات مع الاحتلال، داعمًا حقوق الشعب الفلسطينيين، دون أن ينسى الدماء المصرية التي سالت في الحروب المتتالية مع إسرائيل.
ومع انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، على الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013، زاد السيسي من تعميقه للتطبيع مع الاحتلال، والتي وصلت لتغييرات في المناهج الدراسية لتحسين صورة الاحتلال، والتي أشادت بها الأوساط الإعلامية في الاحتلال، حتى اعتبر السيسي في إسرائيل وفق ما صرح به مسؤولين إسرائيليين بالكنز الاستراتيجي للكيان الصهيوني.

احتفلت الطائفة اليهودية في مصر لأول مرة منذ 70 عاماً، بالسنة اليهودية الجديدة ما تسبب في حالة من الجدل الواسع.

يذكر أن الصفحة الرسمية للطائفة، قامت بنشر صور الاحتفال الذي أقيم الجمعة الماضي، في كنيس يدعى هليوبوليس في منطقة مصر الجديدة.

الصور أظهرت رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون في الاحتفال، وهي ابنة شحاتة هارون السياسي اليساري وأحد مؤسسي حزب التجمع في مصر.

وأوضحت عشرات اليهود في مصر، وهم مجتمعين ويحتفلون بالسنة اليهودية الجديدة.

يشار إلى أن معظم اليهود قد تركوا مصر بشكل نهائي عقب حرب السويس والعدوان الثلاثي عام 1956، وازدادت هجرتهم من مصر بعد فضيحة “لافون” عام 1955.

كما يذكر أنه في تلك السنوات كان عدد اليهود في مصر نحو 145 ألفاً، جرى تهريبهم بأموالهم عن طريق “شبكة جوشين السرية”، التي كانت تتولى تهريبهم إلى فرنسا وإيطاليا ثم إلى فلسطين، ولم يتبق منهم سوى عشرات الأشخاص كان معظمهم يقيم بحارة اليهود في منطقة الموسكي بالقاهرة.

وفي سياق متصل، هاجم “حاخام الرياض الأكبر” الشعب المصري، مؤكدا أن المصريين من الشعوب الأكثر كرها لدولة الاحتلال واليهود في منطقة الشرق الأوسط، فيما أشاد بالشعب السعودي على اعتبار أنه مستعد لاتفاق تطبيع مع “إسرائيل”.

وقال يعكوف يسرائيل هرتسوج، المقيم في الرياض منذ عامين، إن السعودية لا يوجد فيها أي أثر لكراهية اليهود ومعاداة السامية، ما يثبت أن السعوديين مستعدون تماما لعقد اتفاق مع “إسرائيل”.

وأضاف في تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرنوت”: “الأردن مثال لكراهية إسرائيل، لكن هناك الحالة الأكثر تطرفاً بالنسبة لنا وهي مصر، حيث توجد كراهية حقيقية لإسرائيل ومعاداة للسامية ضدنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى