يهود المغرب يحتفلون بذكرى قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي بمراكش.. فكيف أهانت الحكومة المغربية شعبها؟

 

أحيت الجالية اليهودية بالمغرب احتفالًا علنيًا بذكرى قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي، في مراكش، وبالتعاون مع المنظمة الصهيونية العالمية، وذلك لأول مرة منذ 10 سنوات. وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: إنه “بهذه المناسبة أقيمت حفلات شواء في مراكش باللحوم المذبوحة على الطريقة اليهودية، وعلقت الأعلام الإسرائيلية في جميع أنحاء الكنيس وأقيمت صلاة عيد الاستقلال التقليدية”.

وأوضحت الصحيفة: إن “الجالية اليهودية في مراكش لم تعتد على الاحتفال بهذه المناسبة خلال السنوات الماضية، إلا أنها رأت أنه بإمكانها قطف ثمار اتفاقية إبراهيم التي وقعها المغرب قبل سنة مع إسرائيل، بالاحتفال بهذه المناسبة”. وعقب الخيانة المغربية لفلسطين ولأهم قضيّة عربيّة وإسلاميّة وتحرريّة، أشارت الطائفة اليهودية الصغيرة في مدينة مراكش حسب الإعلام العبريّ إلى أن الوقت قد حان للتوقف عن إخفاء احتفالاتها بهذا اليوم في كل عام والاستفادة من ثمار اتفاقيات التطبيع التي أدخلت دول عربيّة عدة إلى حظيرتها منذ ما يزيد على عام، حيث إنّ اليهود موهومون باعتراف مفكريهم بأنّ فلسطين هي “أرض الميعاد” وأنّ اليهود هم “شعب الله المختار”، وأنّ القدس هي “مركز تلك الأرض”، وأنّها “مدينة وعاصمة الآباء والأجداد”، و”مدينة يهوديّة بالكامل”، بهدف الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أراضي الفلسطينيين بأقل عدد ممكن منهم، وقد شجعت الحركة الصهيونيّة التي دعمت حدوث تلك المناسبة، هجرة يهود أوروبا الجماعيّة إلى أرض فلسطين بشكل كبير جداً خلال النصف الأول من القرن العشرين.

وبالاستناد إلى أنّ القادة الصهاينة في القرن العشرين كانوا على دراية كاملة بأنّ تطبيق المشروع الصهيونيّ سيؤدي حتماً إلى عملية تطهير عرقيّ وتهجير قسريّ للسكان الأصليين أي الفلسطينيين، أثار الاحتفال غضب مناهضي التطبيع مع عدو العرب والمسلمين الأول، حيث حذرت هيئات حقوقية مغربية من التغول الصهيوني وصهينة ما تبقى من المكون اليهودي في المغرب بالتعاون مع المنظمة الصهيونية العالمية. 

وعلى الرغم من قدم الوجود اليهوديّ في المغرب، إلا أنّ الإعلام العبريّ أصر على وصف طائفة اليهود المغاربة بـ”الجالية”، في الوقت الذي لا يكف فيه الاحتلال المجرم عن استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم، في مساع حثيثة من قبل قوات العدو في فلسطين للهيمنة على مقدرات البلاد بالسيطرة على الأرض والتركيبة السكانيّة لمصلحة الإسرائيليين اليهود، لخدمة الرواية الصهيونيّة المخادعة حول احتلال فلسطين، وبالتالي تحقيق المشروع الصهيونيّ في إنشاء الدولة العبريّة المزعومة على تراب فلسطين عبر عمليات تطهير عرقيّ كاملة وتهجير قسريّ جماعيّ للسكان الأصليين، مثل تلك التي رافقت إنشاء وطنهم اليهوديّ على أرض فلسطين.

ومن الجدير بالذكر، أنّ الحركة الصهيونيّة دأبت على مزاعمها فانطلت بدعة القدس على العالم الغربيّ، الأمر الذي قاد في نهاية المطاف الرئيس الأمريكيّ السابِق، دونالد ترامب إلى الادعاء بأنّ القدس هي عاصمةٍ أبديّة للشعب اليهوديّ، وأمر بنقل سفارة واشنطن في الكيان إلى القدس المُحتلّة، دعماً للمنهج الإسرائيليّ المتطاول على حقوق الشعب الفلسطينيّ ومقدساته وثرواته، ناهيك عن سرقة وتخريب الآثار الفلسطينيّة، باعتبارها تشكل جزءاً من الهوية الثقافيّة والحضاريّة لفلسطين، كما أن الحكومات الصهيونيّة المتعاقبة منذ يوم 14 مايو/ أيار عام 1948، عندما صُنع هذا الكيان وحصل على اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتيّ بعد دقائق من إعلانه، وحتى اليوم، لم تتغير سياسة قادتها قيد أُنملة، بل زادت ظلماً وعدواناً حتى وصلت إلى قمة الإجرام والإرهاب على كل المستويات، بعد أن فرض المستعمرون هذا الكيان على العالم وعلى المنطقة.

وفي هذا الصدد، إنّ احتفال المشاركين بإقامة العلاقات بين “إسرائيل” والمغرب التي أتاحتها اتفاقيات الخيانة، وتأدية الأغاني العبرية والنفخ في البوق والرقص إضافة إلى إقامة الصلاة في الكنيس ورفعت أعلام المحتل الصهيوني، لا يعدو عن كونه دعما حكوميا مطلقا من المغرب لكيان الاحتلال اللقيط الذي بني منذ ولادته على مبدأ التطهير العرقيّ والتاريخيّ من خلال المجازر التي ارتكبتها عصابات الصهاينة ضد أصحاب الأرض ومقدساتهم إضافة إلى عمليات بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة كأدلة ثابتة وواضحة على ممارسات الصهيونيّة الاستعماريّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى