وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني

عبد اللطيف الزياني إلى مزبلة التاريخ
تعد مزبلة التاريخ المكان الطبيعي لأمثال وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني الذي تصدرت صوره شاشات التلفزيون وهو يقوم بتوقيع وثيقة “خيانة الأمة” للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في شهر سبتمبر/أيلول.

في منتصف شهر نوفمبر زار وزير الخارجية البحريني الكيان الصهيوني، في أول زيارة يقوم بها وفد بحريني رفيع المستوى للكيان الغاصب، وذلك بعد نحو شهرين من توقيع البحرين لاتفاق التطبيع.
ونقلت وسائل إعلام محلية ودولية بشكل مباشر، نزول طائرة الوزير إلى مطار بن غوريون قرب مدينة تل أبيب في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1948، ورافقه وفد أميركي برئاسة مبعوث السلام، آفي بيركوفيتش.

واستهل الوزير البحريني زيارته بلقاء نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي المتورط في جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، حيث شغل أشكنازي منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بين الأعوام 2007 إلى 2011، وفي آخر عامين عمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي بدأ فترة ولايته الثانية عام 2009.
وقال الزياني، خلال مؤتمر صحفي عقده مع أشكنازي، في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية بالقدس الغربية، إن بلاده وافقت على طلب فتح سفارة إسرائيلية في المنامة، وتقدّمت بطلب رسمي لفتح سفارة في إسرائيل.
في كلمته خلال مراسم التوقيع على إعلان تطبيع العلاقات بين مملكة البحرين وإسرائيل وصف وزير خارجية مملكة البحرين الخطوة بانها “لحظة تاريخية بحق”، مضيفا أنها “لحظةٌ تحمل في طياتها أملًا كبيرًا وفرصًا متعددة لجميع شعوب الشرق الأوسط”.
وظهر الزياني في خطابه متذللا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معترفا له بالجميل على جرائمه بحق الشعوب العربية، قائلا: “إلى دولة إسرائيل وفخامة السيد نتنياهو رئيس الوزراء، إننا نرحب ونقدر هذه الخطوات التي اتخذتموها وحكومتكم، والتي اعترفتم من خلالها أن السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن هو المشاركة الحقيقية التي تضمن حقوق ومصالح دول وشعوب المنطقة.”
وقال الزياني في تصريحاته المشينة أن الإعلان الذي يدعم السلام بين البحرين وإسرائيل “خطوة تاريخية في الطريق إلى سلام دائم”، مضيفاً أنه “لفترة طويلة جدا، تأخر الشرق الأوسط بسبب انعدام الثقة”.
كما أثنى الزياني على “جهود ترامب الحثيثة التي جعلت من السلام واقعا ” على حد تعبيره، مؤكداً للعالم أنه الابن البار للإدارة الأمريكية وأداة للترويج للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط والخليج العربي.

وفي مقابلة خاصة مع موقع “والا” العبري قال وزير الخارجية البحريني أنه فخور جدا بقرار البحريني حمد بن عيسى آل خليفة بإقامة اتفاق سلام مع إسرائيل، واصفا القرار بالشجاع لافتا إلى أنه يعتقد أن إدارة بايدن ستستمر بعملية “اتفاقات إبراهيم” التي بدأها الرئيس ترامب.
وأضاف الزياني خلال المقابلة: “أطلقنا السلام مع إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، وهذا موضوع الجميع يؤمن به، وليس فقط الشعب البحريني، إنما الشعب الأمريكي، الإدارة وكل العالم يؤمنون أن السلام هو الطريق، هذا ليس موضوع حزبي في الولايات المتحدة، هذا الموضوع يسير مع القيم الأمريكية”.
وأثارت تصريحات الزياني ومواقفه من التطبيع ردود أفعال غاضبة وتنديد شعبي واسع من قبل الفصائل الفلسطينية وأصحاب الضمائر الحية في العالم الذين أكدوا ان اتفاق التطبيع هو خيانة من الإمارات والبحرين لمدينة القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، وأن هذه المواقف تعد طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية برمتها. إن الزياني سياسي محنك بامتياز، لا يمكن انكار هذا، فقد حصل على شهادة الماجستير في الإدارة اللوجستية من معهد القوات الجوية للتكنولوجيا في دايتون بولاية أوهايو الأمريكية في عام 1980، وعلى شهادة الدكتوراه في بحوث العمليات من كلية الدراسات العليا للبحرية من مونتيري بولاية كاليفورنيا في عام 1986.
وفي عام 1988 حصل على لقب الماجستير من الجيش الأمريكي، إلا أنه فيما يبدو، هذه الشهادات والخبرات قد حصل عليها لخدمة الكيان المحتل والعمل على تنفيذ سياساته وأجنداته، ومساعدته في جعل وطنه مجرد تابع من أتباع أبناء صهيون، لا هوية له ولا كرامة.
اقرأ أيضًا: في ذكرى العيد الوطني البحريني… ألا يستحق الفلسطينيون احتفالاً مشابه؟