هل تنجح الحملات الإلكترونية للشباب المغربي بوقف التطبيع بين الرباط والاحتلال؟
أطلق ناشطون مغاربة حملة رقمية شعبية لإسقاط الاتفاق الثلاثي الموقع من العام الماضي بين المغرب و”إسرائيل” والولايات المتحدة الأميركية، ومناهضة التطبيع في البلاد، وشارك الناشطون في الحملة على وسم “#فليسقط_التطبيع”، على موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر”، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لتوقيع الاتفاق الثلاثي الذي استؤنفت بموجبه العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
وتستهدف الحملة الرقمية، وفق القائمين عليها، “الاحتجاج على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل”، التي لم تكن بالنسبة إليهم “إلا استمراراً لمسلسل من التطبيع الاقتصادي والسياسي والثقافي والعسكري، بل وحتى التربوي، من خلال محاولات يائسة لاختراق وتزييف وعي الناشئة، لم تكن لتخطئه عين وإرادة الأحرار بالمغرب”، وفي السياق، أكدت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع على رفضها القاطع لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمناسبة مرور عام على اتفاق التطبيع، مستنكرة الحجج الواهية لمحاولات تمرير الخيانة للقضية الفلسطينية.
وقالت الجبهة في بيان لها: “في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، وقع النظام المخزني وحكومته الألعوبة، التي كان يرأسها آنذاك حزب العدالة والتنمية، اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني”، معتبرة أن النظام أفصح بفعلته عن “طبيعته المرتهنة والتابعة للإمبريالية والصهيونية، وخيانته للقضية الفلسطينية ولعمقه وامتداده الجغرافي والتاريخي والثقافي، ونقل علاقاته السرية وشبه السرية التاريخية مع العدو الصهيوني إلى حيز العلن والمكشوف”.
وبينت الجبهة أن النظام يحاول الدفاع عن خطوته المذلة وشرعنتها مقدمًا عدة مبررات واهية، تارة بدعوى أواصر العلاقة “مع ما يسميه زورا وبهتانا بالجالية المغربية في الكيان الصهيوني”، في حين يتعلق الأمر في الأصل بمغاربة تم تهجيرهم بتنسيق بين النظام والحركة الصهيونية وتم تجنيدهم وتمكينهم من استيطان أرض غيرهم فتحولوا عمومًا إلى مجرمين محتلين.
ورفضت في بيانها تبرير ذلك الاتفاق المخزي “بالفوائد الاقتصادية التي يدعي أنها ستعود على المغرب والمغاربة بالخير العميم”، مؤكدة أنه “مجرد تضليل نظرا للفرق الشاسع بين اقتصاد المغرب الذي يحتل مرتبة متخلفة في قسمة العمل الدولية واقتصاد الكيان الصهيوني المدعوم من طرف الإمبريالية العالمية، والذي يعد من الاقتصادات المتطورة”.
وأوضحت الجبهة أن هذه الفترة كانت أيضا فترة نضال مستميت ومسترسل للقوى المناهضة للتطبيع في المغرب، برزت فيها بشكل قوي الجبهة الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، التي تأسست كجواب على هذا التمادي الخياني للنظام والفرز الذي رافقه بالنسبة لمجمل القوى الداعمة لفلسطين حينذاك، وأكدت على استمرار مقاومة التطبيع ورفضه بكافة أشكاله، وعلى الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية والشعب المكلوم حتى نيل حريته من الاحتلال الإسرائيلي.
ويذكر أنه قد أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن بلاده و”إسرائيل” وقعتا 12 اتفاقًا في مجالات عديدة منذ استئناف العلاقات بينها، برعاية أمريكية، في 10 ديسمبر/ كانون الاول 2020، بعد توقفها عام 2000، وجاء ذلك خلال اجتماع عبر اتصال مرئي جمع بوريطة مع نظيريه الإسرائيلي، يائير لابيد، والأمريكي، أنتوني بلينكن، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق بين الدول الثلاثة والتطبيع بين الرباط وتل أبيب، وفق مراسل الأناضول.
وقال بوريطة إن عودة العلاقات “حققت التوقيع على 12 اتفاقا شمل مجالات عدة”، وأضاف: “حجم التعاون يُقدر بـ500 مليون دولار سنويًا، مما يُساهم دون شك في تقدم وتطور البلدين ويفتح المجال لبراغماتية جديدة للتوصل إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.