هل أصبحت أبو ظبي شركة تسويق لاتفاقيات التطبيع؟

في تصريحات جديدة للقبول بالتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني المحتل، قال عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، إنه على استعداد للتطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني، وقد واجهت تصريحات الزبيدي نقدا لاذعا من قبل الشعب اليمني برغم المحنة التي يمر بها بسبب أطماع أبو ظبي في سواحل دولتهم، وما يتعرضون له من قصف من قبل الجيش السعودي بسبب الحرب التي شنها على اليمن منذ ما يزيد عن 4 سنوات باسم عاصفة الحزم، والتي كبدت الشعب خسائر عظيمة في الأرواح ودمرت حاضره ومستقبله لسنوات طويلة آتية.

وردا على تلك التصريحات أيضا قال محللون سياسيون إن هذا التصريح ليس بعيدا عن تحريض دولة الإمارات العربية المجلس الانتقالي على التطبيع، وربما كان هذا باتفاق مسبق مع الزبيدي، إذ باتت دولة الإمارات اليوم تعمل كشركة تسويق للترويج للتطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني والقبول بها في الوسط العربي والإسلامي، في الوقت الذي شنت فيه حربا شرسة على الفلسطينيين والمقاومة، وأضحوا كذلك أن السيطرة على اليمن من قبل السعودية والإمارات يصب في مصلحة دولة الاحتلال ومصالح الدولتين ربما على المدى القصير، لكن تلك الحرب على المدى الطويل ستكون وبالا على البلدين لاسيما دولة المملكة العربية السعودية.

Image result for Mohammed bin Zayed

وكانت الإمارات قد اتخذت لنفسها مسارا منفصلا في حرب اليمن حيث سيطرت على جزيرة سقطرى والساحل الغربي والموانئ، وقد كان محمد بن زايد يستغل فكرة استقلال الجنوب ليدغدغ مشاعر المواطنين كي يقنعهم بأنه الجنوب سوف يبقى دولة مستقلة، لكن سرعان ما كُشفت خبايا أهدافه وأطماعه الاقتصادية تتناغم مع شركة دبي التي تعمل في المنطقة بأكملها، فقد كانت عين الإمارات على ميناء عدن من قبل أن يقوم التحالف المفكك بشن الحرب على اليمن، لذا توقع المحللون أن التصريح الذي أدلى به الزبيدي تم الاتفاق عليه مسبقا، أو هو بالأحرى قد تم التخطيط له في قصور أبو ظبي من أجل إتاحة الفرص أمام دولة الاحتلال للانسجام في المنطقة العربية برمتها، كما فعلت مع السودان والبحرين من قبل، كما قال مختصون بأن ما جرى باليمن جاء على غير رغبة ولي العهد السعودي بن سلمان، إلا أن تصريح قبول التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي من قبل الجنوبي ينسجم مع أهواء ولي العهد.

في السياق ذاته اعتبر مختصون أن ما صرح به الزبيدي يعتبر بمثابة رسالة ضمنية إلى محمد بن زايد وحكومة الإمارات العربية تفيد أنه يميل إلى أن يكون تابعا لقصر الحكم في الإمارات بعدما شعر بأن التحالف مع المملكة السعودية لا أرض له، هون غير مستقر في ظل ما تشهده المملكة السعودية من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية بسبب الكثير من العوامل التي تفجرت مع تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، لذا فضل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن أن يرجح كفة الإمارات في التحالف، وأن ترجح هي كفته في السيطرة على زمام الجنوب اليمني، إذ تتمثل أهداف الإمارات الكبرى في السيطرة على البحر الأحمر وموانئ الجنوب، بينما تتمثل أهداف المملكة السعودية في بقاء اليمن ضعيفا مشتتا غير مستقر.

عيدروس الزبيدي

لم يكن لرسالة الزبيدي أن تمر بسلام إذ واجهها يمنيون بانتقادات حادة رافضين التفكير في مسار التطبيع مع دولة الاحتلال أو الاستسلام لدولة الإمارات أو انقسام اليمن إلى دولتين كما سوّق لذلك بن زايد، إذ شعر اليمنيون بأن تسليم الجنوب للإمارات هو تسليم بمثابة تسليمه لدولة الاحتلال الإسرائيلي في ظل العلاقات الجديدة التي تم تطبيعها رسميا بين أبو ظبي وتل أبيب.

اقرأ المزيد: لفرض الخيانة.. ملتقى ديني سوداني لدعم التطبيع بمشاركة الصهاينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى