هرولة بحرينية نحو تل أبيب.. كيف تواصل المنامة تعميق التطبيع مع الاحتلال؟  

 

تواصل البحرين نسخ التجربة الإماراتية، حيث نشرت صحيفة الأيام البحرينية مقابلة مطولة أجرتها مع اللواء في جيش الاحتلال الإسرائيلي “تال كالمان”، تحدث فيها عن اتفاقيات التطبيع لمنطقة الشرق الأوسط.

كما أثار نشر الصحيفة بنسختيها الإلكترونية والورقية حوارًا مطولًا مع رئيس الإدارة الاستراتيجية في جيش الاحتلال الإسرائيلي “تال كالمان”، ردود فعل غاضبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وجاءت المقابلة بعنوان “اتفاقيــات إبراهام فرصة لشـرق أوسـط جديـد”، والتي قالت عنها صحيفة الأيام البحرينية إنها: “أول حوار يجريه مسؤول عسكري إسرائيلي مع صحيفة بحرينية محلية”.

وذكر تال كالمان أن اتفاقيات إبراهام تمثل فرصة لإنشاء محور معتدل يضم كيان الاحتلال والبحرين والإمارات والأردن ومصر، ودولًا أخرى قد تنضم إليه مستقبلًا، أمام محور متطرف تقوده اليوم إيران في المنطقة، على حد تعبيره، وشدد المتحدث على أهمية خلق حوار مشترك على المستوى الاستراتيجي والعسكري بين البحرين وكيان الاحتلال.

يذكر أنه قد افتتح وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد، السفارة الإسرائيلية في المنامة، وسط مظاهرات شعبية بحرينية غاضبة رفضًا للتطبيع مع الاحتلال، وأعلن لبيد رسميًا افتتاح السفارة بحضور نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني، وذلك بعد عام من اتفاق التطبيع بين الجانبين.

وكتب الوزير الإسرائيلي في تغريدة على تويتر “اتفقنا على أنه بحلول نهاية العام سيتم افتتاح سفارة البحرين في إسرائيل”، وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي: “افتتاح السفارة يرمز إلى التعاون السياسي بيننا”، وكان لابيد التقى الزياني في مستهل زيارة هي الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي منذ اتفاق التطبيع بين “إسرائيل” والبحرين، وعقد الوزيران مؤتمرًا صحفيًا تحدثا فيه عن تطور العلاقات الثنائية.

يأتي ذلك وسط رفض بحريني شعبي، حيث قام متظاهرون احتجاجًا على زيارة الوزير الإسرائيلي، بإحراق إطارات خارج العاصمة المنامة في وقت مبكر أمس الخميس، في حين غرد ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن هذه المعارضة تحت وسم “#البحرين_ترفض_الصهاينة”، وفي السياق، التقى وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده رئيس الوزراء سلمان بن حمد، في العاصمة البحرينية المنامة في لقاء هو الأول بين العاهل البحريني وولي عهده ومسؤول “إسرائيلي” رفيع منذ توقيع اتفاق التطبيع.

وأفادت وكالة “بنا” البحرينية الرسمية بأن الملك حمد أجرى لقاء مع لبيد في قصر الصخير “واستعرض معه مسار العلاقات الثنائية والخطوات التي تسهم في تعزيز مجالات التعاون بين البلدين، وذلك في ضوء توقيع إعلان تأييد السلام واتفاق مبادئ إبراهيم، معرباً عن ترحيبه بافتتاح سفارة دولة إسرائيل في مملكة البحرين”، وأكد العاهل البحريني أن “التوقيع على هذه الاتفاقات إنجاز تاريخي مهم على طريق تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط وتلبية تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار والازدهار”.

كما شدد على أن “السلام خيار استراتيجي لمملكة البحرين، وأن رؤية المملكة ونهجها يقومان على تعزيز قيم التفاهم والحوار والتعاون والتعايش السلمي والتسامح والتقارب بين الشعوب”، وأشار إلى أن “البحرين تحرص على دعم ومساندة كل الجهود من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية التي تصب في مصلحة الجميع”.

وأعرب الملك حمد “عن تقديره لدور الولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى اتفاقات السلام ومساعيها في دفع جهود إحلال السلام في المنطقة من أجل مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا لصالح جميع شعوبها”، كما التقى لبيد بولي عهد المنامة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وقال لبيد خلال اللقاء: “أشكركم على فرصة التواجد هنا اليوم، واتخاذ هذه الخطوة معاً في بناء علاقاتنا، في نموذج للتعايش والتعاون بين الثقافات وبين الأديان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى