هرولة بحرينية نحو التطبيع.. قيادات المنامة الأمنية تتحصن بمقرات جيش الاحتلال
ربما لا تعرف العلاقات السياسية الدولية نظيرًا للعلاقة التطبيعية بين البحرين وكيان الاحتلال، إذ تهرول البحرين بشكل غير معقول لكسب رضاء الكيان المحتل، بينما لا يُظهر الأخير أي اهتمام ديبلوماسي بالتحركات البحرينية نحو التطبيع.
واستمرارا لعمليات التطبيع البحرينية مع الكيان الإسرائيلي، زار وكيل وزارة الخارجية ونائب الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى في البحرين الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة مقر الجيش الإسرائيلي، في عاصمة الاحتلال الصهيوني، تل أبيب.
والتقى الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة برئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة في الجيش الإسرائيلي، اللواء تال كلمان، وتناول اللقاء تعزيز العلاقات الأمنية بين الكيان الإسرائيلي والبحرين، فيما أقيمت ندوة استراتيجية لاستعراض التحديات الإقليمية المشتركة بين الجانبين في المحيط.
ويؤدي وكيل وزارة الخارجية البحريني الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة زيارة إسرائيل تستمر 4 أيام، حيث كان الدبلوماسي البحريني قد أعرب خلال زيارته إلى إسرائيل عن خيبة أمل المنامة إزاء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
وشدد الدبلوماسي البحريني على أن الاتفاق النووي “تسبب في تشديد حدة التحريض والتشدد في أنحاء متفرقة من الشرق الأوسط”، وجاء تصريحه كنوع من المحاباة للكيان الإسرائيلي لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وتقدمت حكومة البحرين خطوة إضافية في تفاهمات التطبيع مع كيان الاحتلال بتوقيع إتفاق تحالف أمني وإعلامي تحت عنوان المواجهة المشتركة مع إيران، والإتفاق يقضي بإقامة مركز مشترك للتعاون والتنسيق مقره العاصمة البحرينية في مجالي أمن المعلومات ونشر الأفكار، كما ورد في الصحف “الإسرائيلية”.
الاتفاق يتيح لحكومة الإحتلال التواجد عن أقرب مسافة ممكنة لتركيب أجهزة الحرب الإلكترونية سواء المخصصة للتشويش والتخريب السيبراني أو للبث الإعلامي كما يتيح إدارة مجموعات الجواسيس بسهولة أكبر، والمركز المقصود أقرب لغرفة عمليات إسرائيلية تستضيفها البحرين التي ليس لديها ما تقدّمه سوى بعض التمويل والمكان الجغرافي المناسب، بينما ستتولى إدارة المركز العقول الأمنية لكيان الإحتلال وسيتمّ تجهيزه بالترسانة التكنولوجية في مجال تقنيات الحرب الإلكترونية التي تملكها المخابرات “الإسرائيلية”.
عملياً تربط حكومة البحرين مصيرها بحكومة الاحتلال بعدما صار ثابتاً أنها فقدت كلّ مقوّمات الاستمرار بقوّتها الذاتية، فهي تمنح حكومة الاحتلال ما تريد مقابل التطلع لدفاع الكيان عن مكتسباته الجديدة من خلال حمايته لحكومة البحرين، والخوف هو المحرك الوحيد الذي يفسّر هذه المغامرة التي تقدم عليها حكومة البحرين المكروهة بين صفوف شعبها والتي لا ينقصها سبب إضافي لتوتير علاقته به وبمحيطها الإقليمي.
حكومة الكيان التي تستشعر مخاطر تنامي قدرات محور المقاومة التي تطوّقها بزنار صاروخي من الجنوب والشمال والشرق، تستشعر بالخوف من اندلاع أي مواجهة مقبلة، وتريد امتلاك أوراق مساومة ومفاوضة ومقايضة تهدّد عبرها أمن الشعوب العربية أملا بتحقيق نوع من أنواع توازن الردع، وليس سوى الخوف ما يفسر الخطوة «الإسرائيلية».
واقعياً يدرك «الإسرائيليون» أنّ هذا سيصعّد المواجهة، لكنه لن يغيّر التوازنات، لكنهم يأملون أن يتيح لهم التواجد في مركز المنامة التجسسي فرصة عرضه للمقايضة، وربما يقايضون غدا على رأس الحكومة البحرينية نفسها بعدما تتغلغل شبكاتهم التجسسية في مؤسساتها الأمنية والاستخبارية والعسكرية، وربما تكون هذه هي الغاية المرجوة بالنسبة للكيان، فتندم حكومة البحرين بعد فوات الأوان.