نواب في الكونغرس ونجوم بهوليوود مع حظر القنابل لـ”إسرائيل”

تمرد سياسي داخل واشنطن
أحدث تقرير السيناتورين الديمقراطيين جيف ميركلي وكريس فان هولن هزة في المشهد السياسي الأمريكي، بعدما وجّها اتهاماً مباشراً لواشنطن بالتواطؤ في حملة التطهير العرقي الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.
التقرير – المكون من 21 صفحة – لم يكتفِ بوصف جرائم الاحتلال، بل حمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية المشاركة عبر:
- المساعدات العسكرية غير المشروطة.
- الدعم السياسي الأعمى.
- تعطيل جهود المحاسبة الدولية.
وهي لغة غير مألوفة في تقارير صادرة عن نواب أمريكيين ما زالوا في قلب المؤسسة السياسية.
جرائم موثقة
أشار التقرير إلى أن حكومة نتنياهو تنفذ خطة منهجية لـ”تفريغ غزة”، عبر:
- تدمير 90% من المنازل والمنشآت.
- شل المستشفيات والبنى التحتية.
- استخدام الغذاء والماء كسلاح حرب.
- تسويق التهجير القسري على أنه “خروج طوعي”.
وأكد فان هولن أن هذه الوقائع تمثل عقوبات جماعية تتجاوز مواجهة حركة حماس، وتهدف إلى جعل غزة غير قابلة للحياة.
صدى حقوقي واسع
رحّب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) بالتقرير، واعتبره خطوة نادرة للشجاعة السياسية، مؤكداً أنه يضع الكونغرس أمام واجب التحرك الفوري لوقف الدعم العسكري لـ”إسرائيل” وتطبيق القوانين الأمريكية المتعلقة بحقوق الإنسان.
هوليوود في قلب المواجهة
في خطوة موازية، دخل نجما هوليوود سينثيا نيكسون ومورغان سبيكتور إلى مبنى الكونغرس لدعم مشروع قانون “حظر القنابل”، الذي يهدف إلى منع توريد الأسلحة الهجومية لـ”إسرائيل”.
- أكثر من 4000 شخص من العاملين في السينما وقعوا على عريضة لمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية المتورطة في الفصل العنصري.
- أكدت نيكسون أن “القضية الفلسطينية لم تعد خطاً أحمر في السياسة الأمريكية”، بينما شدد سبيكتور على أهمية الموقف الرمزي لصناعة السينما في تغيير الرأي العام.
البعد الشعبي: من الكونغرس إلى الشوارع
لم يتوقف الزخم عند النخب السياسية والفنية؛ بل شهدت مدن أمريكية عدة – مثل نيويورك، واشنطن، شيكاغو، لوس أنجلوس، وهيوستن – مظاهرات ووقفات احتجاجية، رفعت الأعلام الفلسطينية وطالبت بوقف القصف ورفع الحصار.
- في نيويورك، اعتصم طلاب جامعة كولومبيا أمام مقر الأمم المتحدة.
- في واشنطن، احتشدت مظاهرات أمام البيت الأبيض رفضاً للمساعدات العسكرية.
- في ميلووكي، خرج أسطول تضامني من الزوارق على نهر ميلووكي لمؤازرة أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة.
قراءة تحليلية
- تآكل الهالة الإسرائيلية في واشنطن:
لم تعد “إسرائيل” قضية محصنة داخل الكونغرس، بعدما كسر نواب ديمقراطيون حاجز الصمت ووجهوا اتهامات صريحة بالتطهير العرقي. - تزاوج السياسة والثقافة:
انخراط نجوم هوليوود في دعم مشروع قانون “حظر القنابل” يعكس انتقال المعركة إلى ساحة التأثير الثقافي والإعلامي، ما يضاعف الضغط على صنّاع القرار. - ضغط شعبي متنامٍ:
التظاهرات والاعتصامات والأنشطة الطلابية توضح أن الرأي العام الأمريكي بات أكثر وعياً ورفضاً لمعادلة “تمويل القنابل مقابل الصمت الدولي”. - تداعيات محتملة:
إذا اتسع نطاق هذا التحرك داخل الكونغرس ورافقه ضغط شعبي وفني، فقد نشهد إعادة نظر تدريجية في سياسة الدعم غير المشروط لـ”إسرائيل”، ولو على شكل قيود على تصدير الأسلحة الهجومية.
خلاصة:
ما يجري اليوم في واشنطن ليس مجرد أصوات معزولة، بل مؤشر على تحوّل أعمق: نواب في الكونغرس يواجهون لوبي السلاح والدعم المطلق لإسرائيل، نجوم هوليوود يكسرون حاجز الصمت، والشوارع الأمريكية تمتلئ بأعلام فلسطين.
إنه مشهد يعكس بداية شرخ حقيقي في العلاقة التقليدية بين أمريكا و”إسرائيل”، قد يكون بطيئًا لكنه هذه المرة مدعوم من السياسة والثقافة والمجتمع المدني في آن واحد.







