نمبر وان في مرمى العاصفة الشعبية الرافضة للتطبيع

نمبر وان في مرمى العاصفة الشعبية الرافضة للتطبيع

بعد اكتسابه شهرة واسعة خلال سنوات قليلة وشهور معدودة، ظن محمد رمضان أنه يستطيع أن يملي على الشعب المصري وشعوب العرب ما يريد، وعليهم أن يقبلوا ما يقبله هو طواعية واختيارا، بل لابد وأن يهللوا لكل ما يفعل، لكنه فوجئ بغضبة وضعت مستقبله الفني في مهب الريح، والتي سيكون لها ما بعدها في علاقته بالجمهور، خاصة وأن قاعدة عريضة من الجمهور تهاجمه منذ صعوده بسبب أعماله الفنية التي اتهم بأنها دعمت انتشار البلطجة في شوارع المحروسة، ثم جاءته الضربة الجديدة بعد ظهوره مع مشاهير من دولة الاحتلال الصهيوني في دولة المؤامرات على الأمة العربية، دولة الإمارات.

على خلفية موسيقية لأغنية شهيرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وقف رمضان راسماً على وجهه ابتسامة عريضة يلتقط صورا تذكارية مع مغرد إماراتي مطبع، ومشاهير من دولة الاحتلال، كانت الصور تظهر حالة من الحميمية على عكس ما ادعى محمد رمضان بأنها كانت صورا عابرا مع جمهور لم تتح له الفرصة أن يسألهم عن جنسيتهم، معتبراً أنه أمراً غير منطقياً أن يسأل كل من تصور معه عن هويته.

نمبر وان محمد رمضان المطبع

ما هي إلا لحظات أعقبت تلك الصور المشؤومة، حتى هبت عاصفة الغضب الشعبي التي حركها الشعب المصري الأصيل، رافضا ما فعله رمضان، فأضاعت عليه جهد وتعب سنوات حقق خلالها حالة نجاح جماهيرية فريدة بين أوساط الفنانين في مصر، حتى لقب نفسه بنمبر وان، أي الأول، ولم تكن تلك العاصفة لتمر بقوة رياحها مرور الكرام، بل أجبرته على الاعتذار مرارا، ثم على تغيير صورته الشخصية لعلم فلسطين، ولما لم تهدأ العاصفة حاول رمضان أن يستنجد بالمخابرات الحربية لتلميع صورته، مداعباً أحلام من يغتروا بكل ما هو تابع للجيش، حيث نشر صورة له وهو بملابس الخدمة العسكرية، التي أداها خدمة 5 نجوم، كما استعرض عدد من المشاهد في أعماله الفنية التي يدعي فيها محاربة الإرهاب، لكن شيئا لم يفلح في تجميل صورته.

الشعب المصري لن يقبل بالتطبيع

هذا هو العنوان الرئيسي والنتيجة الواضحة لحملة الجماهير المصرية ضد رمضان، تلك الحملة التي أكد فيها الشعب المصري أنه يكره الاحتلال، “نحن لن نطبع معه، ولن نقبله شريكا لنا حتى إن ارتضيتموه أنتم في قمة السلطة والفن والرياضة، فتلك مصالحكم الشخصية وتلك مبادئنا وأخلاقنا”، وموقف الشعب المصري لا يختلف عن موقف الشعوب العربية، التي لا زالت تأبى وترفض هرولة الأنظمة للارتماء في أحضان من يحتلون أرض ومقدسات فلسطين والمسلمين والعرب.

النقابة تعاقب وترفض

ردا على ما فعله رمضان أعلن الاتحاد العام للنقابات الفنية في مصر وقف رمضان موقتاً عن العمل لحين إجراء التحقيق معه.

كما نشرت نقابة المهن التمثيلية في مصر، على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، قرار الوقف الذي نص على “قرر الاتحاد العام للنقابات الفنية في جلسته المنعقدة اليوم (الاثنين) وقف عضو نقابة المهن التمثيلية/ محمد رمضان، لحين التحقيق معه بحد أقصى في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول 2020”.

من جانبها، أصدرت نقابة الصحفيين بيانا أيد ردود الفعل الشعبية ضد رمضان، موضحة أنه خالف لوائح اتحاد المهن الفنية والتي تقضي برفض واستنكار كافة أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يكتف بيان النقابة برفض ما فعله رمضان، بل ألزم أعضاء الجمعية العمومية بمقاطعة أخباره، وعدم نشر صورته في أية منصة صحفية لحين الانتهاء من التحقيق معه.

على صعيد آخر، أكدت مصادر أن رمضان لم يتحرك من تلقاء نفسه بعفوية لالتقاط هذه الصور، بل إن الإذن بما فعل قد جاءه من بعض رجال السلطة للتأكيد على قبولهم خطوات النظام الإماراتي لترسيخ التطبيع، ومحاولة كذلك لغسل أدمغة المصريين وإجبارهم على نسيان الماضي الأليم مع الصهاينة، وهو ما لم يفلح فيه رمضان، ما اعتبره النقاد مشهدا فاشلا لرمضان.

نمبر وان بعد التطبيع

وبحسب عدد المن المتخصصين، فإن رمضان واجه تلك الحملة المدعومة من المؤسسات الرسمية لأنه لم ينسق مع السلطات المصرية بشكل واضح ولم يحصل على الإذن إلا بصورة فردية من قبل عدد من الشخصيات، حاولت أن تتقرب بفعلته إلى دواليب السلطة، لكن السحر انقلب على الساحر، ولا يعني هذا أن السلطات رفضت ما فعله رمضان، وإنما رفضت تحركه دون أن تكون هي المحرك له مثل عرائس المسرح.

فنانون ضد التطبيع

من جانبهم أعلن فنانون مصريون رفضهم ما قام به محمد رمضان، مؤكدين أن مبدأ رفض التطبيع لا يمكن أن يتجزأ، وأنه مرفوض دائماً وأبداً، على سبيل المثال نشر المغني والملحن عمرو مصطفى على صفحته على فيسبوك قائلاً (الأرقام الكبيرة على اليوتيوب وفيسبوك والشهرة والطيارات والميديا ليها ثمن والثمن اتدفع بصورة.. خلاص كارت واتحرق صوت الباطل دائما عالي لكن صوت الحق دائما ينتصر). مع كل تلك الردود، بعيدا عن استبعاد مواقف الأذرع الإعلامية التي ظهر عليها التخبط بين التأييد والرفض، ومواقف الرماديين الذين يفضلون “مسك العصا من الوسط دائما”، تبقى الرسالة الوحيدة الواضحة تقول: نحن الشعوب العربية لا نقبل بخيانة القضية.

اقرأ أيضًا: مغني إماراتي مغمور.. يطبع مع الاحتلال الإسرائيلي أملاً في الشهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى