نشاط تطبيعي “محموم” لسفير الإمارات لدى الكيان.. و”جبل الهيكل” ترد الجميل

 

أعجز من بعده من المُطبعين.. هكذا باختصار يمكن وصف نشاط السفير الإماراتي في دولة الكيان الصهيوني، محمد آل خاجة، لنشر وتثبيت أركان التطبيع الإماراتي الصهيوني، بعدما بدا الرجل حاضرا على الدوام -حتى دون أن يُطلب منه أو يتوقع منه ذلك- في كل مشاهد التطبيع، تاركا تصريحات تضيف لسواد صفحة الإمارات قتامة أكبر وخيانة أعظم. وللأمانة، فقد فعلها الرجل بأكبر اجتهاد ممكن، ولم يترك مشهدا للخيانة والتطبيع إلا وتصدر فيه دون منازع.

 

هذا النشاط المحموم من آل خاجة، زاد من طموح الصهاينة للحد الذي جعل مؤسسة جبل الهيكل الصهيونية المتطرفة توجّه دعوة رسمية للسفير الإماراتي في تل أبيب للمشاركة في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى! وهي المرة الأولى -وربما لا تكون الأخيرة- التي توجه مثل هذه الدعوة الفجة إلى شخص “عربي”، والعجيب أنه حتى اللحظة لم يصدر أي تعقيب أو استنكار من “سفارة الإمارات” في الكيان ردا على هذه الدعوة، بل إن المتوقع هنا أن نجد السفير بالفعل بينهم يوم الاقتحام المزعوم! 

 

 

هذا الطموح الصهيوني من نشاط آل خاجة، قابلته صدمة قاهرة عن الصف العربي الذي -وبرغم أنه لم يعد يتفاجئ من خيانات الإمارات، إلا أن لم يتوقع أن تصل إلى هذه الدرجة من الخيانة أبدا- والتي وصلت إلى حد زيارة آل خاجة للزعيم الروحي لحركة (شاس) الدينية المتطرفة الحاخام شالوم كوهين في منزله بالقدس، وخلال الزيارة، هاجم السفير الإماراتي قناة الجزيرة واتهمها بـ”تأجيج الجنون” في المنطقة، كما هاجم جماعة الإخوان المسلمين وأدوارها في دعم المقاومة شعبيًا.

 

 

الصف العربي الذي بدا مصدوما كليا من هذه “البجاحة” الإماراتية في تصدير التطبيع، لحد أنه خرجت تصريحات مناوئة لهذا التحرك الإماراتي من أكثر بقاع المنطقة قهرا وتنكيلا بالمناهضين للتطبيع، السعودية. إذ هاجم الصحفي السعودي طلال بن ثنيان، السفير الإماراتي في إسرائيل، محمد آل خاجة، وذلك بعد زيارة الأخير لحاخام متطرف في منزله بمدينة القدس المحتلة وطلبه البركة منه، إذ بثت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع مصورة للسفير الإماراتي يقول فيها لرئيس مجلس حكماء التوراة وزعيم شاس “حينما وصلت إلى هنا، كنت مصدوما لروية الناس.. أناس دافئون بقلوب طيبة.. لم أتوقع أن أرى مسجدا في قلب تل أبيب”، وأضاف آل خاجة: “للأسف قنوات تلفزيونية مثل الجزيرة أو الإخوان المسلمين، يحاولون أن يُظهروا للناس أشياء أخرى فى منطقتنا”.

 

 

وقال بن ثنيان في مقطع فيديو نشره على موقع يوتيوب موجها حديثه للسفير الإماراتي في إسرائيل “هل تعتقد أنك الآن شوهت قناة الجزيرة وجماعة الإخوان؟”. وأضاف “كل عربي أو مسلم يشوف المقطع هذا سوف يتعاطف مع الإخوان والجزيرة، ليش تنقل لهم التعاطف هذا.. هل تعمل لصالح الإخوان والجزيرة؟”. وتابع “أنت بذلك تروج للإخوان والجزيرة.. غير خطأك الديني، يدل على شخص ما تعلم شيء بالدين”.

 

وتساءل الصحفي السعودي، موجها حديثه لآل خاجة: “تأخذ بركات من حاخام. ما أدري مين درسك هذا الكلام بالسياسة. ما مطلوب منك إنك تهدم عقيدتك وتطلع بالذل والمسكنة، دولتك ليست بحاجة لشيء يخليك ذليل هكذا”. واستطرد الإعلامي السعودي موجها حديثه لآل خاجة “ما تعرف تتعامل معهم عندك السفير المصري روح اسأله عندهم خبرة أكثر في التعامل مع هذه الأشكال”.

 

يذكر أن السفير الإماراتي قدم أوراق اعتماده لرئيس كيان الاحتلال رؤوفين ريفلين، في الأول من مارس/آذار الماضي، ليكون أول سفير لبلاده لدى الكيان المحتل بعد أكثر من 6 أشهر على تطبيع العلاقات بين الجانبين. وأثارت زيارة سفير الإمارات لدى تل أبيب للحاخام شالوم كوهين، موجة استنكار وغضب واسعين على منصات التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى