ندد بدعم الدول العربية للاحتلال.. الشيخ أحمد الخليلي مفتي عمان المناهض للتطبيع

يعد الشيخ  أحمد الخليلي، مفتي سلطنة عمان من أبرز علماء الأمة دعمًا لحقوق الفلسطينيين ووقوفًا في وجه التطبيع العربي والإسلامي مع الاحتلال، وكان آخر تلك المواقف إدانة دعم الدول العربية لإسرائيل عن طريق جسر بري جديد.

وندد مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، بمساندة دول عربية دولة الاحتلال وإمدادها  بقوافل المؤن، في حين يعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وقال الخليلي في بيان عبر حسابه على منصة “إكس”، إن “الأمور تفاقمت وبلغت في الظلم أقصاها، على أن مصدر الظلم من كان يرتجى منه العون على الخير والنصرة على العدو (الاحتلال)، وإذا هو أشد من العدو نكاية وأعظم قسوة”.

ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.9 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.

وأضاف مفتي عُمان: “رأينا نجدة ذوي القربى للعدو (الاحتلال) اللدود بإمداده بما يحتاجه وما لا يحتاجه من المؤن بقوافل من الشاحنات تتزاحم على الدخول في محطاتها، بينما الشعب الفلسطيني المكافح المظلوم يعاني من المسغبة ويقاسي من الحرمان فعجَزَتُه وأرامله وأيتامه لا يكادون يجدون ما يسد الرمق ويسعف الأمعاء الجائعة ويطفئ حرارة الأكباد الظامئة، كما لا يجدون ما يدثر الأجساد العارية في البرد الشديد”.

وتابع متسائلا: “أين الأخوة الإسلامية والنخوة العربية والنجدة الإنسانية؟”.

وشدد على أنه يوجه “هذا النداء إلى أولي الغيرة الإسلامية والشهامة العربية والمبادرة الإنسانية، وقد طفح الكيل وجاوز الحزام الطبيين وبلغ السيل الزبى، فوا عجباه من هذه المسارعة إلى إتخام العدو بالشبع ومحاصرة ذوي القربى كأن المأساة تريح الضمائر وتنعش الحياة”.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، كشفت أن السعودية والأردن تساعدان “إسرائيل” في كسر حصار الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، عبر “جسر بري” يسمح بمرور شاحنات المؤن عقب تفريغها في موانئ البحرين والإمارات إلى دولة الاحتلال.

ويتكون “الجسر البري”، كما يشير اسمه، من طريق بري تنطلق منه البضائع إما من ميناء جبل علي في الإمارات العربية المتحدة أو ميناء سلمان في البحرين، وتشق طريقها إما إلى ميناء حيفا في دولة الاحتلال أو بورسعيد في مصر، ويمر برا عبر السعودية والأردن، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “ذي جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

وكان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، في وقت سابق، قد جدد دعوته إلى دعم الشعوب المسلمة للمقاومة الفلسطينية الشريفة، ردا على الممارسات العدوانية التي يمارسها الاحتلال في الأرض المحتلة وفي قطاع غزة.

وذلك في بيان الشيخ “الخليلي” نشره عبر حسابه الرسمي في “تويتر”بالتزامن مع قرار السلطنة فتح أجوائها أمام جميع الناقلات الجوية بما فيها الطيران الإسرائيلي، في قرار أثار موجة غضب بالسلطنة.

وقال مفتي عمان في بيانه، إن “الممارسات العدوانية التي يمارسها الكيان الصهيوني في الأرض المحتلة وفي قطاع غزة، مما يوجب على الشعب الفلسطيني أن يواجه هذا العدوان بقلب واحد موصول بالله تعالى، ويستنفر جميع طاقاته لوقف الظلم وصد العدوان، وعلى الشعوب المسلمة جميعا أن تقف وراء المقاومة الشريفة بكل ما تملك.

وتابع: “إلى أن يسترد الشعب الفلسطيني المسلم جميع حقوقه المسلوبة، وتعود إليه أرضه كلها ويتمكن من تطهير جميع مقدساته وصونها، والله ناصر من ينصره”.

واختتم المفتي العام للسلطنة بيانه بقول الله تعالى في الآية 160 من سورة آل عمران: “إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون”.

من هو الشيخ أحمد الخليلي؟

ولد الخليلي عام 1942 بجزيرة زنجبار، وعاد إلى موطنه الأصلي عمان عام 1964، درس القرآن الكريم والعلوم الدينية والعربية في زنجبار وعمان على يد عدد من المشايخ.

عمل مدرسا للقرآن الكريم والعلوم الشرعية بولاية بهلا وسط عمان، ثم انتقل للتدريس بمسجد الخور بالعاصمة العمانية مسقط.

وفي عام 1974 عين مديرا للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة، ثم عين في عام 1975 مفتيا عاما للسلطنة بدرجة وزير.

وشغل الخليلي عدة مناصب منها، رئاسة مجلس إدارة مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية، والرئاسة الفخرية لكلية العلوم الشرعية، كما كان رئيسا للجنة المطبوعات بوزارة التراث والثقافة، وعضو مجلس أمناء جامعة نزوى بعمان.

وشغل عضوية مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو مؤسسة آل البيت “المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية” بالأردن، وعضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران.

كتب الكثير من الكتب في التفسير والعبادات والفتاوى، بالإضافة إلى تقديمه الكثير من المحاضرات والدروس في تفسير القرآن الكريم، وفي الفتاوى العامة.

ويعرف عن الشيخ صدعه بالحق ودعمه لقضايا المسلمين في كل مكان من فلسطين للهند وميانمار  والصين.

كما عرف بدعمه للمقاومة الفلسطينية ورفضه للتطبيع مع الاحتلال، ودعمه للجهود الشعبية في مقاومة التطبيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى