موريتانيا.. أكبر الشعوب الداعمة لغزة
تستمر موريتانيا في دعم أهالي غزة، ورفضًا للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وذلك من خلال المظاهرات الشعبية والفعاليات الداعمة.
خرجت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، الجمعة، مسيرة نظمتها نساء موريتانيا، وذلك تضامنا مع نساء غزة.
وجابت المسيرة، التي تم تنظيمها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتضامنا مع نساء غزة، شوارع رئيسية في نواكشوط، رفعت المشاركات فيها أعلام فلسطين وصورا تُوثّق للدّمار الذي حلّ على غزة، جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت المشاركات في المسيرة، إلى ضغط شعبي، من أجل رفع الحصار عن غزة ومن أجل وقف العدوان المستمر على القطاع المحاصر منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت رئيسة المنظمة النسائية بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، وهي ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان الموريتاني، عائشة بنت بونه، إن “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر في غزة لم يشهد العالم مثلها”.
وأضافت بنت بونه، في كلمة أمام المشاركات في المسيرة: “تحية لأهل غزة مقاومة وشعبا، وتحية نضالية خاصة من نساء موريتانيا من بلاد شنقيط إلى أخواتنا الشامخات في غزة، وهن يعشن مجازر لم يشهد العالم لها مثيلا على يد قوات الاحتلال الغاصب وبتواطؤ أمريكي وبريطاني ظاهر، وصمت عربي ودولي فاضح”.
ولفتت المتحدثة إلى أن “إحصائيات أممية تؤكد استشهاد ما معدله 63 امرأة يوميا ليقارب عددهن حتى الآن 10000 شهيدة منذ بدء العدوان، أما الجريحات والمريضات فهن عشرات الآلاف دون رعاية أو علاج”.
وأوضحت أن “الاحتلال لا يزال يتمادى في القتل والتهجير القسري والتجويع بلا رادع ولا وازع”، مردفة: “نحيي صمود خنساوات غزة وهن يجمعن أشلاء الأحبة ويصممن على مواصلة المسير دفاعا عن الأمة”.
وفي السياق نفسه، دعت المتحدثة، أحرار العالم، إلى “التحرك لوقف العدوان وإيصال المساعدات بشكل عاجل لأهالي غزة”.
في غضون ذلك طالبت موريتانيا بـ”وقفة حاسمة من الدول العربية واستخدام كافة وسائل الضغط” لإنهاء الحرب على قطاع غزة فورا. جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، عقب تسلّم بلاده رئاسة مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب.
ولفت ولد مرزوك إلى أن “ما يجري في قطاع غزة منذ 5 أشهر هو حرب إبادة بشعة وممنهجة ضد الشعب الفلسطيني”، مضيفا أن “حرب الإبادة في غزة يُستخدم فيها سلاح الحصار والتجويع، إلى جانب مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة”.
وأكد أن هذا الوضع يستوجب من الدول العربية “وقفة حاسمة تكون على مستوى التحدي، وتتضمن استخدام مختلف وسائل الضغط والتأثير على المجتمع الدولي للقيام بواجبه القانوني والأخلاقي بوقف الحرب فورا، وإدخال الغذاء والدواء، وعودة المهجرين، وإعادة الإعمار، وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل”.
وتابع: “المذبحة المروعة التي شهدها دوار النابلسي بقطاع غزة مؤخرا، والتي سقط جراءها ما يربو على 100 شهيد ومئات المصابين من الفلسطينيين الذين باغتهم القصف المتعمد وهم في طوابير انتظار شاحنات مساعدات، تجسد بوضوح تجرد سلطة الاحتلال الإسرائيلي من كل المبادئ والمعايير الأخلاقية والقانونية والإنسانية، في عالم استحكمت فيه سياسة الكيل بمكيالين واختلت فيه موازين العدل والإنصاف بشكل فاضح صارخ”.
وفي وقت سابق، افتتح مؤتمر لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له، تحت عنوان: “المقاطعة مقاومة”.
ويشارك في الملتقى ضيوف من تركيا والأردن وفلسطين، بالإضافة إلى علماء وأئمة ورؤساء الأحزاب السياسية الموريتانية ونواب في البرلمان وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
وقال مدير المؤتمر، محمد سالم ولد عابدين، إن المؤتمر يهدف إلى مقاطعة البضائع المصنعة في الاحتلال والدول الداعمة له، وتحديد البدائل عن المقاطعة، ووضع خطة شاملة للمقاطعة، وخلق آليات وأساليب فعالة بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن المؤتمر يلتئم بمشاركة أكثر من 100 مشارك من مختلف ولايات موريتانيا، وممثلين عن النقابات المهنية والعمالية.
وعبر عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر بداية قوية لمسار من المقاطعة الفعالة لبضائع الاحتلال والدول الداعمة له.
وأوضح أن المؤتمر يدوم يومين ويتضمن ورشات عدة ومتنوعة تنعشها كوكبة من العلماء والدكاترة الباحثين ليتوج بوضع خطة شاملة للمقاطعة وتشكيل لجنة وطنية للمقاطعة في البلاد.
وأضاف: “الاحتلال يبطش ويرتكب أبشع المجازر ويواصل حرب الإبادة في حق أهلنا في فلسطين منذ ما يزيد على أربعة أشهر متواصلة، يجب أن نتحرك لتقديم ما يمكن للشعب الفلسطيني والمقاومة”.
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، أكد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ محمد الحسن الددو، أنه تجب شرعا مقاطعة بضائع الاحتلال.
وأضاف: “إذا لم تبذلوا مالا في مساعدة المقاومة، فكفوا أموالكم عن مساعدة العدو بحال من الأحوال”.
بدوره، أشاد ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في موريتانيا الدكتور محمد صبحي أبو صقر، بالحراك المستمر في موريتانيا الداعم للمقاومة.
وأضاف: “منذ السابع من أكتوبر يسجل الشعب الموريتاني كل يوم حضورا في نصرة المقاومة الفلسطينية، تحية للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وللحكومة الموريتانية والبرلمان ورؤساء الأحزاب السياسية وعموم الشعب”.
وأشار إلى أنه ورغم بعد المسافة كان دور موريتانيا مهما في دعم الشعب الفلسطيني، في وقت كانت فيه مواقف دول قريبة جغرافيا من فلسطين مؤسفة.
وأظهرت الفعاليات المحلية بموريتانيا، المساندة لقطاع غزة في مواجهة العدوان الذي يتعرض له، إجماع الموريتانيين رسميا وسياسيا وشعبيا على دعم القضية الفلسطينية.
ومن حين لآخر يطالب العديد من النواب في البرلمان الموريتاني بسن قانون يجرم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويقطع الطريق على أي محاولة في المستقبل للقيام بأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال.