مقاطعة سياسية وفنية وثقافية.. كيف تحارب ماليزيا التطبيع مع الاحتلال؟

تسعى ماليزيا ونشطاء وحقوقيين إلى الوقوف في وجه الاحتلال وإيقاف الاعتدائات المتواصلة على الشعب الفلسطيني، حيث وجهت حركة المقاطعة في ماليزيا خطابًا مفتوحًا لنائب وزير التنمية وريادة الأعمال والتعاونيات في أكدت فيه أنها تشعر بخيبة أمل كبيرة عندما علمت بمشاركة محاضر إسرائيلي في برنامج خاص بالوزارة، وطالبت حركة المقاطعة في ماليزيا بالتمسك دائمًا بالسياسة الرسمية لماليزيا وهي عدم الإعتراف بكيان الاحتلال الإسرائيلي وكذلك قطع أي علاقة مع الكيانات الإسرائيلية.
وقالت إن “حقوق 5 ملايين فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني من قبل “إسرائيل” ما زالت تتعرض للانتهاكات الإسرائيلية، كما تعرض ما يقرب من مليوني فلسطيني في الدولة الفلسطينية الأصلية للقمع من قبل نظام الفصل العنصري غير القانوني”، وأوضحت أن “رفض الحكومة الماليزية الاعتراف بـ “إسرائيل” جزء حيوي، سيجعل “إسرائيل” ترى معنى واحترام حقوق الإنسان للفلسطينيين”.
وأشارت إلى أهمية أن “يشمل هذا الضغط مقاطعة وعزل وسحب أي استثمار في “إسرائيل” وكذلك فرض عقوبات عليها، أي إنكار الاحترام والعلاقات الطبيعية لدولة الفصل العنصري”، وأكدت “نحثكم ووزارتكم والحكومة الماليزية بأسرها وجميع الجمهور وهيئات القطاع الخاص للحفاظ على المقاطعة ضد “إسرائيل” والامتناع عن مشاركة أي إسرائيلي في جميع مساعيكم”.
وفي السياق، أكدت مؤسسة القدس – ماليزيا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإسقاط صفقة القرن، داعية إلى مقاطعة الاحتلال وأي شركات متعاونة معه، وجاء ذك خلال ندوة رقمية بمشاركة 40 من المؤسسات الماليزية، مثلت قطاعات عدّة من العلماء والشباب والطلبة والمرأة وحقوق الإنسان والإغاثة.
وجدد رؤساء المؤسسات الماليزية المشاركون في المنتدى، التأكيد على دعم الشعب الماليزي للحق الفلسطيني في أرضه وحق المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، وشهدت الفعالية مشاركة واسعة وتفاعلًا ملحوظًا على مواقع التواصل الاجتماعي وبثت الندوة على صفحات فيسبوك للمؤسسات المشاركة والناشطين.
وأكدت وزارة الخارجية الماليزية أن البلاد ترفض رفضًا قاطعًا تصريحًا ورد أنه أدلى به مسؤول إسرائيلي يزعم فيه أن ماليزيا قد تنضم إلى “اتفاقيات أبراهام” وتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، وقالت الخارجية الماليزية في بيان لها “تتمسك ماليزيا بالتزامنا الثابت بدعم القضية الفلسطينية ونضالها ضد استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والقمع المنهجي”.
وأضافت “منذ عقود عديدة، يعاني الشعب الفلسطيني من سياسات تمييزية، وإنكار حقوق الإنسان الأساسية، وفرض ظروف معيشية قاسية، فضلاً عن مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم”، وأوضحت أن “هذه الأعمال وغيرها من الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها “إسرائيل”، القوة المحتلة، ضد الفلسطينيين ترقى إلى مستوى جريمة الفصل العنصري وتتعارض بشكل واضح مع السعي لتحقيق السلام والتعايش السلمي في المنطقة”.
وبيّنت “ستواصل ماليزيا بنشاط متابعة جدول الأعمال الفلسطيني على المستوى الثنائي، وكذلك في مختلف المحافل الإقليمية والدولية من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني إلى الحرية ودولته المستقلة فلسطين”، وأفاد موقع “ONE” الرياضة الإسرائيلي بأنّ السلطات الماليزية رفضت دخول المنتخب الإسرائيلي للعبة الاسكواش، الأمر الذي يحول دون مشاركته في بطولة العالم لهذه اللعبة.
وتقام بطولة العالم للسكواش في ماليزيا في أوائل كانون أول/ ديسمبر المقبل، وستضم 24 فريقًا ، وطلب الاتحاد الإسرائيلي للسكواش من الاتحاد العالمي إجبار ماليزيا على السماح للمنتخب الإسرائيلي بالمشاركة في البطولة، وقال الموقع الإلكتروني إن وزارات الخارجية والثقافة والرياضة في “إسرائيل” تمارس ضغوطًا غير مباشرة على ماليزيا، لكن تلك الجهود لم تفلح حتى الآن، وأشار الموقع العبري إلى أنّ رئيس اتحاد السكواش الإسرائيلي افيف بوشنسكي طلب من رئيس الاتحاد الدولي إجبار ماليزيا على استضافة المنتحب الإسرائيلي أو نقل البطولة إلى بلد آخر.