مظاهرات وفعاليات في دول عربية لدعم غزة

تستمر الشعوب العربية في مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني في غزة، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع المحاصر، بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية باجتياح مدينة رفح التي يقطن بها أكثر من 1.3 مليون نازح.

وشهدت عدد من العواصم والدول العربية مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بإنهاء التطبيع الحكومي مع الاحتلال، ودعما لأهالي غزة.

تونس

حذر سياسيون تونسيون من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية اقتحام بري لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما تعهدت كتلة برلمانية بإعادة طرح مشروع قانون تجريم التطبيع على البرلمان.

وكتب زهير إسماعيل القيادي السابق في حزب حراك تونس الإرادة: “يُناشَد جيش الاحتلال النازي بألّا يمرّ إلى اجتياح رفح بسبب احتشاد أكثر من مليون وربع المليون من أهل غزة المحاصرين فيها، وكأنّ عملية الإبادة الجماعية قد توقفت في شمال غزة ووسطها. فضلاً عن أنّ رفح لم تسلم من القصف والأحزمة النارية منذ بدء العدوان. فبعض الدول والمنظمات الدولية والحقوقية تدعو بصدق إلى العدول عن اجتياح رفح لإدراكها حجم الكارثة، والمطلوب هو عملها الحازم على الوقف الفوري للحرب على غزة”.

وأضاف: “الإبادة الجماعية متواصلة على أشدها للشهر الخامس ولم تتوقف يوماً في كل القطاع. وهي المنجز الوحيد للكيان وشركائه في الجريمة. ولكنه يُعطى مزيداً من الوقت ليُغطّي على انكساره الميداني أمام المقاومة بجعل مدينة غزة أطلالًا غير قابلة للحياة. والسيطرة على ممر/حدّ فيلاديلفيا، لإطباق الحصار على غزة من كل الجهات. وهو الممر الفاصل بين مصر وغزة والخاضع بموجب اتفاقيات “كامب دافيد” نفسها لـ (السيادة المصرية)”.


وتابع: “جو بايدن يمضي مجدّداً على شراكته الكاملة في جريمة الإبادة بالتماسه من جيش الكيان المهزوم إحكام الخطة في اجتياح رفح (القتل اللطيف)، وألا تُحرم الذبيحة من مزيد “المساعدات الإنسانية”. ويبدو أنّ المواجهة في رفح ستكون الحاسمة، فإمّا سيطرة من العدو كاملة على القطاع وفرض رؤية الاحتلال لـ”اليوم التالي”، والتفرغ للضفة واستكمال مشروعه الاستيطاني، أو الانكسار الكامل لجيش الكيان النازي ووقوفه أمام حقيقة عجزه عن القضاء على المقاومة واستحالة استرداد أسراه ميدانياً واضطراره إلى إيقاف عدوانه والجلوس إلى طاولة المفاوضات في ضوء المواجهة ونتائجها السياسية”.


وكتب المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة: “بايدن يمنح ضمناً الضوء الأخضر لمحميته المجرمة باقتراف مجزرة أخرى في رفح تضاف إلى حمام الدم الوحشي الذي يجري على مرأى ومسمع العالم منذ 4 أشهر. عرب الحلف الأطلسي الصهيوني لا يملكون إلا الضغط على المقاومة وتحذيرها من القادم، وكأن ما مضى وما يتم حالياً وهم يتفرجون مجرد فسحة صهيونية مع الغزاويين. ومصر كامب ديفيد لا تملك غير أن تصفف الكتل الأسمنتية على حدود رفح دون أن تجرؤ أي دولة عربية أو إسلامية على إدخال رغيف خبز واحد للجوعى والمكلومين”.


وأضاف: “في انتظار اجتماع الثلاثاء بين أجهزة مخابرات العرب الوسطاء مع نظيرهم المجرم الصهيوني للنظر في رد المقاومة، تشتد الحرب النفسية على مليون ونصف فلسطيني، ثلثهم من الأطفال يحتشدون في 60 ألف كم مربع في رفح، مع وعد بأن تفتح لهم معابر مثل الخرفان التي تساق إلى المذبحة بين الدبابات، كما يهدد بذلك علناً القاتل الصهيوني”.


وأصدرت كتلة “لينتصر الشعب” بياناً نددت فيه بما سمته “الإبادة الجماعية المتواصلة في رفح”.
وجاء في البيان: “مرة أخرى، يواصل العدو الصهيوني العمل بوصية ديفيد بن غوريون القائلة: لا تسألوا عما يقوله العالم عنا، بل اسألوا أين نحن في هذا العالم. ومرة أخرى يرتكب عالم الاستعمار الجماعي لفلسطين جريمة الصمت المدوي. وتوغل الدول العربية في نعيم النوم المريح وكأننا في حالة سلم فاضلة، لكأن جحيم الدماء المهدورة في غزة والأرض المحروقة في رفح مقطع من فيلم تاريخي قديم متجدد. وكما لو كان الموت إذلالاً وغدراً أو الرحيل والتهجير براً أو بحراً إذلالاً وقسراً خياراً محتماً لا رد له أمام هول ما يدمره كيان الإبادة الجماعية ومن يدعمه”.

وأضاف البيان: “لا تزيد المساحة المأهولة من محافظة رفح عن 20 كلم مربع من أصل 63 تشكل مساحة المحافظة الجنوبية الخامسة لقطاع غزة، حيث يقيم فيها قرابة 1.4 مليون مواطن فلسطيني جلهم من النازحين إليها من مدينة غزة والشمال ومن مخيمات المنطقة الوسطى وبعض سكان محافظة خانيونس من الذين ظنوا أنها ستكون منطقة آمنة لا خطر فيها ولا حرب عليها وبعد أن أعلن جيش الإبادة الجماعية أنها مناطق آمنة لن تشهد عملياتٍ عسكرية ودفع إليها الفلسطينيين بقوة السلاح وكثافة القصف والغارات والإقامة فيها بعد أن قصف مناطقهم ودمر بيوتهم وخرب ديارهم ولا يريد له غير الموت سوى النزوح والهجرة وسط برك الدماء، وبعد الموت نبش القبور وسرقة الأعضاء والدوس على الشهداء وغبار الأشلاء، وتحت النار لمن سوف يبقى حياً”.
وتابع: “اليوم تستهدف هذه المحافظة الفلسطينية الجنوبية الشهيدة التي ضحت واستضافت أبناء شعبها واحتضنت أهلها وأكرمتهم وآوتهم بما أمكن، بينما رابطت الغالبية في العراء وهول كل الآفات التي تعرفون، فكيف السبيل إلى إغاثة ونجدة من تبقى من أهلنا في أراضينا المحتلة وحمايتهم إذا لم نساهم في الحد الأدنى بالتظاهر والدعم المعنوي والطبي وإعلاء كلمة الحق يوم لا يكون الأخرس منا إلا ضحية للتدمير النفسي الصهيوني وآلاته المتعددة”.


ومن جهة أخرى، تعهد الكتلة بـ “بذل أقصى الجهود للمساهمة مرة أخرى في إنقاذ موقف بلادنا وشعبنا بإعادة طرح مشروع قانون منع الاعتراف والتعامل مع العدو الصهيوني أو مكافحة الخيانة العظمى لشعبنا التونسي وشعبنا الفلسطيني ولأمتنا والإنسانية جميعاً بتنقيح المجلة الجزائية”.
ويُنتظر أن يستأنف البرلمان مناقشة مشروع قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل في السادس والعشرين من شباط/ فبراير الجاري.

المغرب

قَدِم المغربي ميكائيل البجاوي من مدينة القنيطرة -على متن دراجته الهوائية- إلى العاصمة الرباط للمشاركة في المسيرة الشعبية التضامنية مع فلسطين، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

يحمل البجاوي علم فلسطين في يد ويمسك بيده الأخرى دراجته التي يقول إنها شريكته في الحياة منذ 35 سنة. وبالنسبة له، فإن المشاركة في المسيرات الشعبية “واجب شرعي” لنصرة الفلسطينيين.

يقول إن ما يحدث في فلسطين أسهم في رفع منسوب الوعي بين المسلمين في كل أرجاء العالم، ويضيف “إخواننا في قطاع غزة من رجال ونساء وأطفال يعطون للعالم دروسا في المقاومة والصبر والإيمان والثبات”.

ويتابع “لقد علمونا أشياء كثيرة، علمونا معنى التضحية وحب الأرض والقدس والإسلام”.

ومن مدينة مكناس، جاء مصطفى بردان رفقة أصدقائه لإسماع صوته بعاصمة المملكة، يرتدي جلبابا تقليديا صوفيا ويلتحف العلم الفلسطيني، ويقول للجزيرة نت “هذه فرصة لا تفوت لإبداء الدعم لإخوتنا في غزة وللإعلان بصوت جماعي ومسموع عن رفضنا للتطبيع مع إسرائيل”.

ويضيف “القضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية وقضية الأمة جميعا، ولا يمكننا السكوت عما يتعرض له إخواننا في غزة، وما تعرض له الفلسطينيون منذ عقود من التهجير والتقتيل والتجويع”.

ويتابع “لقد صمد الفلسطينيون رغم تحالف كل هذه القوى الغاشمة من الصهاينة وحلفائهم من الأميركيين والأوروبيين واتحادهم لإخراجهم من بلادهم وأخذها عنوة، وواجبنا تقديم ما استطعنا من أشكال الدعم”. ويرى مصطفى أن “عناء السفر يهون من أجل الحج إلى المسيرات التضامنية مع فلسطين”.

ويحرص على ألا يفوت الفعاليات التضامنية التي تنظم في مدينته مكناس التي تبعد حوالي 150 كيلومترا عن الرباط، ودعم الجمعيات المدنية التي تعمل على نشر الوعي بين الشباب بخصوص القضية الفلسطينية والمقاومة.

ومن مدينة طنجة، لبّى اليافع يحيى بنعلوش وصديقه محمد ريان بنعلال نداء منظمي المسيرة بالرباط قاطعا مسافة تتجاوز 250 كيلومترا.

يلتحف بنعلوش (16 سنة) العلم الفلسطيني ويخفي وجهه على طريقة مقاومي كتائب عز الدين القسام، ويقول، إنه يتشبه بلباس رجال القسام الذين أظهروا للعالم إصرارهم على تحرير أرضهم رغم الحصار والاحتلال.

وأضاف “نحن بدورنا نخرج في المسيرات لإظهار مساندتنا لهم ولنرفع أصواتنا لرفض الإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخوتنا في غزة”.

الأردن

أقام مئات النشطاء الأردنيين سلسلة بشرية؛ احتجاجا على الجسر البري الذي ينقل البضائع من الإمارات إلى الاحتلال عبر الأراضي الأردنية.

وأقيمت الفعالية في منطقة جسر النعيمة، على الطريق السريع المؤدي إلى مدينة إربد شمال البلاد، الذي تمر منه الشاحنات المتجهة إلى جسر الشيخ حسين، الرابط مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ورفع المشاركون لافتات تندد بموافقة الحكومة الأردنية على تزويد الاحتلال بالبضائع، في الوقت الذي يتلقى فيه ضربة كبيرة من البحر الأحمر، بعد منع الحوثيين مرور سفن الشحن المتجهة لموانئه.

كما نددوا بمساعدة دول خليجية للاحتلال، للخروج من أزمته، وتعويض خسائره التي يتكبدها نتيجة عدوانه على قطاع غزة، والذي يحاصره من أكثر من 17 عاما، ويشن عدوانا وحشيا على سكانه الذين استشهد منهم حتى الآن 28576 شهيدا، فضلا عن قرابة 70 ألف مصاب، منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

يشار إلى أن هذه الفعالية الثانية ضد شاحنات الاحتلال، التي كشفت عن وجود خط بري تقوم به لنقل البضائع من الإمارات عبر السعودية والأردن، إلى معبر الشيخ حسين.

موريتانيا

افتتح بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، مؤتمر لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له، تحت عنوان: “المقاطعة مقاومة”.

ويشارك في الملتقى ضيوف من تركيا والأردن وفلسطين، بالإضافة إلى علماء وأئمة ورؤساء الأحزاب السياسية الموريتانية ونواب في البرلمان وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.

وقال مدير المؤتمر، محمد سالم ولد عابدين، إن المؤتمر يهدف إلى مقاطعة البضائع المصنعة في الاحتلال والدول الداعمة له، وتحديد البدائل عن المقاطعة، ووضع خطة شاملة للمقاطعة، وخلق آليات وأساليب فعالة بهذا الخصوص.

وأشار إلى أن المؤتمر يلتئم بمشاركة أكثر من 100 مشارك من مختلف ولايات موريتانيا، وممثلين عن النقابات المهنية والعمالية.

وعبر عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر بداية قوية لمسار من المقاطعة الفعالة لبضائع الاحتلال والدول الداعمة له.

وأوضح أن المؤتمر يدوم يومين ويتضمن ورشات عدة ومتنوعة تنعشها كوكبة من العلماء والدكاترة الباحثين ليتوج بوضع خطة شاملة للمقاطعة وتشكيل لجنة وطنية للمقاطعة في البلاد.

وأضاف: “الاحتلال يبطش ويرتكب أبشع المجازر ويواصل حرب الإبادة في حق أهلنا في فلسطين منذ ما يزيد على أربعة أشهر متواصلة، يجب أن نتحرك لتقديم ما يمكن للشعب الفلسطيني والمقاومة”.

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، أكد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ محمد الحسن الددو، أنه تجب شرعا مقاطعة بضائع الاحتلال.

وأضاف: “إذا لم تبذلوا مالا في مساعدة المقاومة، فكفوا أموالكم عن مساعدة العدو بحال من الأحوال”.

وأشاد ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في موريتانيا الدكتور محمد صبحي أبو صقر، بالحراك المستمر في موريتانيا الداعم للمقاومة.

وأضاف: “منذ السابع من أكتوبر يسجل الشعب الموريتاني كل يوم حضورا في نصرة المقاومة الفلسطينية، تحية للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وللحكومة الموريتانية والبرلمان ورؤساء الأحزاب السياسية وعموم الشعب”.

وأشار إلى أنه ورغم بعد المسافة كان دور موريتانيا مهما في دعم الشعب الفلسطيني، في وقت كانت فيه مواقف دول قريبة جغرافيا من فلسطين مؤسفة.

وأظهرت الفعاليات المحلية بموريتانيا، المساندة لقطاع غزة في مواجهة العدوان الذي يتعرض له، إجماع الموريتانيين رسميا وسياسيا وشعبيا على دعم القضية الفلسطينية.

ومن حين لآخر يطالب العديد من النواب في البرلمان الموريتاني بسن قانون يجرم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويقطع الطريق على أي محاولة في المستقبل للقيام بأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى