مستفيدا من التطبيع.. الكيان يدرس العودة إلى عضوية “اليونسكو” بعد الاتحاد الأفريقي
مهدت الخطوة التي ساعدت فيها كل من المغرب والسودان بضم دولة الاحتلال الصهيوني إلى عضوية الاتحاد الأفريقي، عبر التطبيع المعيب بين النظام المغربي والسوداني مع المحتل الصهيوني، للاحتلال التفكير في القفز إلى خطوة أبعد عبر العودة إلى عضوية “اليونسكو” في ظل تأكده من غياب أي صوت معارض من محور التطبيع الذي تقوده الإمارات وأخواتها.
وقالت مصادر عبرية، إن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد يدرس عودة إسرائيل إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، التي انسحبت منها مع الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني من عام 2019، حيث ادعت أن اليونسكو منحازة للفلسطينيين، وذلك على خلفية قراراتها بشأن القدس والأراضي الفلسطينية، ومن ضمنها قرار يرفض سيادة إسرائيل على القدس.
وأفاد موقع واللا العبري، بأن لابيد وجه دائرة المنظمات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، لفحص إمكانية إعادة الانضمام للمنظمة. وبحسب الموقع فإن لابيد يرى أن انسحاب إسرائيل من بعض المنظمات الدولية، “لم يساعد في حل مشكلة تحيز هذه المنظمات ضد إسرائيل، بل جعلها أقل قدرة على التأثير، وأصبحت السياسة الخارجية الإسرائيلية أقل فعالية”.
ومؤخرا، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية انضمام بلادها مرة أخرى إلى الاتحاد الأفريقي عضوا مراقبا عبر سفيرها لدى إثيوبيا. وقالت الوزارة في بيان “لأول مرة منذ عام 2002، قدم سفير إسرائيل لدى إثيوبيا أليلين أدماسو أوراق اعتماده عضوا مراقبا لدى الاتحاد الأفريقي” دون أن توضح خلفيات الخطوة. وأشارت إلى أن “الاتحاد الأفريقي هو أكبر وأهم منظمة في القارة السمراء ويضم 55 دولة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد “هذا يوم احتفال بالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية”. وأضاف في البيان الصادر عن وزارة الخارجية “هذا الإنجاز يصحح الحالة الشاذة التي كانت موجودة منذ قرابة عقدين وهو جزء مهم من تعزيز نسيج العلاقات الخارجية لإسرائيل”. وتابع لابيد “هذا الإنجاز سيساعدنا على تعزيز أنشطتنا في القارة الأفريقية ومع الدول الأعضاء في الاتحاد”.
زفيما لم تعترض أي دولة عربية على قرار قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي الذي سهلته أثيوبيا للاحتلال مكافأة على دعم الأخيرة لأثيوبيا في ملف سد النهضة ضد مصر، جاء الاعتراض من بعيد حيث جمهورية جنوب أفريقيا التي اعترضت على القرار بشكل رسمي واصفة هذه الخطوة بأنها “مروعة”.
وأوضح بيان صادر عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون أن جنوب أفريقيا أصيبت بالدهشة جراء “القرار الجائر وغير المبرر” الصادر عن الاتحاد الأفريقي بمنح إسرائيل صفة مراقب، وأضاف البيان “الاتحاد اتخذ هذا القرار من جانب واحد دون استشارة الدول الأعضاء”.
وأشار إلى أن هذا القرار تم اتخاذه في عام تعرض فيه الشعب الفلسطيني لقصف مدمر واستمرار الاستيطان غير القانوني على الأراضي المحتلة، ولفت إلى أن قرار منح إسرائيل صفة مراقب لا يتوافق مع موقف الاتحاد الأفريقي الرافض بشدة لمقتل الفلسطينيين وتدمير بناهم التحتية المدنية.
وقال موقع (تايمز أوف إسرائيل) الإخباري إنه حتى عام 2002، كانت إسرائيل عضوا مراقبا في منظمة الوحدة الأفريقية حتى جرى حلها واستبدالها بالاتحاد الأفريقي، حيث شهدت العلاقات بين أفريقيا وإسرائيل توترات منذ ستينيات القرن الماضي مع اندلاع حركات التحرر الوطني في القارة السمراء وتصاعد الصراع العربي الإسرائيلي. وتقول إسرائيل إنها تتمتع بعلاقات مع 46 دولة في أفريقيا ولديها شراكات واسعة النطاق وتعاون مشترك في العديد من المجالات المختلفة بما في ذلك التجارة والمساعدات.