مستشار حميدتي يهاجم المقاومة.. لماذا تسعى قوات الدعم السريع لكسب رضا الاحتلال؟

تسعى الأطراف المتقاتلة في في السودان لكسب الأطراف الإقليمية خاصة الكيان المحتل، لكن ذلك كان بشكل أشد وطأة لدى قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي، حتى أن متحدثه الرسمي وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، في وقت يقوم فيه الاحتلال بالوساطة بين الطرفين.
وحذفت قوات الدعم السريع السودانية، التي تخوض معارك مسلحة مع الجيش السوداني، منذ أيام، كلمة “قدس”، من شعارها الرسمي المستخدم على البيانات الصادرة من القوات، والمنشورة في حساباتها على موقعي “تويتر” و”فيسبوك”.
وهو ما أثار حالة من الجدل عبر مواقع التواصل، حيث اعتبرت أنها من أجل إرضاء إسرائيل التي تتودد لها القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي” لدعمه في الصراع.
وفي سياق متصل، شبّه يوسف عزت، مستشار قائد قوات “الدعم السريع” في السودان محمد حميدتي، القوات التي يقودها خصمه عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بـ”الفصائل الفلسطينية الإرهابية التي تقاتل إسرائيل”، في محاولة منه لاستمالة إسرائيل لصالح المعسكر الذي ينتمي إليه.
وقال عزت في مقابلة مع قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية: “ما نتعرض له تعرضت له إسرائيل آلاف المرات من الجماعات الإرهابية، مثل حماس وغيرها من الجماعات التي يعرفها المواطنون الإسرائيليون جيدا”.
وطالب يوسف بمحاكمة البرهان بسبب “تآمره مع الحركة الإسلامية بهدف ضرب المدنيين”، قائلا: “هذا شخص مجرم، وقرار وقف الحرب ليس بيد البرهان بل بيد التنظيم الإسلامي”.
وأضاف: “نقول للشعب الإسرائيلي إن ما نتعرض له وتتعرض له الخرطوم وقوات الدعم السريع من هجوم استغله الجيش واستغلته العصابة الإسلامية”.
ورحب بـ”جهود إسرائيل الهادفة إلى وقف القتال”، مشيرا إلى أن إسرائيل والسودان مرتبطتان باتفاقية “أبراهام”، رافضا تأكيد أو نفي الأنباء التي تحدثت عن إجراء تل أبيب اتصالات مباشرة مع حميدتي.
ولم يتم التوقيع على أي اتفاق تطبيع بين الخرطوم وتل أبيب رغم الزيارات العلنية المتبادلة بين الطرفين.
وقال معلق الشؤون العربية في قناة “كان”، روعي كيس، إن “يوسف عزت يحاول من خلال الموافقة على إجراء المقابلة مع القناة الإسرائيلية تجنيد الرأي العام الإسرائيلي لصالح حميدتي”.
في وقت سابق، كشف موقع “اكسيوس”، أن مسؤولين بدولة الاحتلال أقاموا اتصالات مع طرفي الصراع في السودان، قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، للوساطة من أجل وقف القتال.
ونقل الموقع الأمريكي عن 3 مسؤولين تابعين لدولة الاحتلال قولهم إن تل أبيب تستخدم علاقاتها مع قادة الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال، مشيرا إلى أن العلاقة التي بنتها تل أبيب، خلال السنوات الثلاث الماضية، مع البرهان وحميدتي مكنت إسرائيل من التوسط بين الطرفين المتحاربين.
وأضاف المسؤولون إن وزارة الخارجية بدولة الاحتلال تولت الاتصال مع جانب البرهان، أما جانب حميدتي فتولى التواصل معه جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي “الموساد”.
وتتلخص الدوافع الأساسية لهذا التحرك في وجود قلق على الوضع في السودان “لأنه قد ينهي منظور اتفاق السلام بين الخرطوم وتل أبيب”، مشيرا إلى أن السودان كان واحدا من بلدان وافقت، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على توقيع اتفاقيات التطبيع التي أطلق عليها “اتفاقات إبراهيم” عام 2020، إلا أن سيطرة الجيش على السلطة عام 2021 أدت إلى تعليق المساعدات الأمريكية وتجميد عمليات التطبيع بين الطرفين.