دعاه لزيارة المغرب.. محمد السادس يستعد لاستقبال نتنياهو في زيارة غير مسبوقة
دعاه لزيارة المغرب.. محمد السادس يستعد لاستقبال نتنياهو في زيارة غير مسبوقة
على مدار تاريخ الكيان الغاصب، لا يمثل خروجهم من بلد عربي أكثر إيلاما من المغرب، التي لطالما تمتعوا فيها بحضور فاعل وقوي منذ احتضنتهم الأرض المغربية إبان طردهم ضمن تداعيات سقوط الأندلس، ليجدوا في المغرب حسن الاستقبال والضيافة، قبل أن يغدروا بها كعادتهم، ويلتحقوا بدولة الكيان المحتل.
ومنذ خرج اليهود من المغرب، باتت عودتهم إليها لا تكون إلا تخفيا، في ذلة وخضوع، بعيدا عن أي إظهار للهوية اليهودية، لاسيما وأن قضية فلسطين تمثل لدى الشعب المغربي نقطة فاصلة في تاريخ الجالية اليهودية في البلاد.
ومنذ ذلك الحين، يداعب خيال القوميين اليهود المتطرفين أمل بأن يعودوا يوما معززين مكرمين إلى المغرب، وأن يحظوا باستقبال الأبطال، وأن يعودوا إليها كما لو كانوا فاتحين وليسوا هاربين جبناء.. وهو الحلم اليهودي الذي يبدو أن الملك المغربي محمد السادس على أعتاب أن يحققه لهم.
ففي سياق الاندفاع نحو التطبيع بين المغرب وإسرائيل، ذكرت تقارير صحفية أنّ ملك المغرب محمد السادس وجه دعوة رسمية مباشرة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو لزيارة التراب المغربي، تجاوبا مع دعوة مشابهة وجهها نتنياهو لملك المغربي لزيارة “تل أبيب” بعد اتفاق التطبيع.
صحيفة “معاريف” العبرية، أكدت التواصليات الرسمية المغربية الإسرائيلية، وزادت بإن محمد السادس اشترط إجراء الزيارة مع الإعلان خلالها عن استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك ليتخذها ذريعة لتبرير موقفه من التطبيع، والزعم بأنها عادت على الفلسطينيين بالنفع.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن العاهل المغربي طالب أيضاً الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الزيارة، وهو الأمر الذي رحبت به الصحيفة، مشيرة إلى أن رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي الجديد في الرباط دافيد جوفرين، الذي سيغادر بعد أيام إلى الرباط، سيعمل على الدفع لإجراء الزيارة.
وبحسب الصحيفة، فإن الملك المغربي يريد استغلال منصبه كرئيس للجنة القدس لاستعادة بلاده دور الوسيط الذي شغله فترة إبرام اتفاق السلام مع مصر ودفع عمليتي أوسلو والدار البيضاء. وبينت أن التدخل الشخصي للملك يهدف للتشديد على مكانته أمام الإدارة الأمريكية الجديدة.
وتقول الصحيفة إن الملك يسعى لضمان عدم تراجع إدارة بايدن عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مؤكدة أن العاهل المغربي يتطلع أيضاً إلى استثمار صفته كرئيس للجنة القدس ويأمل أن يتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى خلال رحلته المحتملة؛ الأمر الذي لا ينبغي للدولة العبرية أن تعارضه، حيث يخطط المغرب وإسرائيل لافتتاح مكتبي اتصال في كل من تل أبيب والرباط، بحلول نهاية الشهر الحالي.
لكن المفارقة أن الصعوبة قد تأتي من مفتي القدس محمد أحمد حسين والذي له اليد العليا على المسجد، حيث أصدر مفتي القدس، في أغسطس 2020، فتوى تمنع مواطني الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل من القدوم للصلاة في الأقصى.
اقرأ أيضًا: وفد مغربي يزور دولة الاحتلال.. لبيع القضية وقبض الثمن