مجلة أمريكية: أبوظبي وتل أبيب تقيما شراكة خاصة في أفريقيا
سلط تقرير مجلة “نيولاينز” الأمريكية الضوء على سعي دول الخليج لتعزيز نفوذها في أفريقيا، مع التركيز على الأبعاد الاقتصادية بدلاً من الأيديولوجية، وركز بشكل خاص على الشراكة بين أبو ظبي وتل أبيب في منطقة الساحل الأفريقي.
تاريخ الصراع في الشرق الأوسط قد مر بثلاث مراحل رئيسية، كل منها صاغ السياسات العربية الداخلية والإقليمية لعقود.
المرحلة الحالية تتسم بالابتعاد عن الصراعات التقليدية ذات الطابع الأيديولوجي، مثل القومية العربية والإسلامية، نحو اهتمام أكبر بالمصالح السياسية والاقتصادية لدول الخليج.
بعد الانتفاضات العربية عام 2011، بدأت الأنظمة في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا في الانهيار، مما أدى إلى تحول مركز القوة الإقليمي نحو دول الخليج. هذه المرحلة الجديدة تركز على المصالح الاقتصادية والسياسية بدلاً من الأيديولوجية، مما أدى إلى توسع النفوذ الخليجي إلى مناطق جديدة مثل أفريقيا.
بينما كانت القوى العربية الكبرى مثل جمال عبد الناصر ومعمر القذافي تحاول التأثير في أفريقيا من خلال الدعم السياسي والاقتصادي، فإن دول الخليج اليوم تسعى لتحقيق مصالحها الاقتصادية بشكل أكثر تحديدًا. الإمارات، على سبيل المثال، قد أسست شراكة خاصة مع إسرائيل في منطقة الساحل الأفريقي، ما يعكس تحولًا في الاستراتيجية من الدعم الأيديولوجي إلى تحقيق أهداف اقتصادية محددة.
بخلاف الاستراتيجيات السابقة التي كانت تتضمن تقديم الدعم للأيديولوجيات أو الحكومات، تركز دول الخليج الآن على تحقيق مصالح اقتصادية عبر الاستثمارات والبنية التحتية. في السبعينيات، كان هناك تحالف سعودي سري يدعمه نادي السفاري، وفي العقدين الأخيرين، استثمرت الإمارات في سيشيل ومناطق أخرى. اليوم، يشمل هذا النفوذ شراكات خاصة مع دول مثل إسرائيل، مما يعكس تحولًا كبيرًا في كيفية ممارسة النفوذ.
قد تؤدي الديناميكيات الجديدة إلى تفاقم النزاعات في المناطق المتأثرة بالنفوذ الخليجي. على سبيل المثال، يمكن أن ترتبط هجمات الحوثيين على البحر الأحمر بالتطورات في القرن الأفريقي، وقد تكون التوترات بين مصر وإثيوبيا حول حقوق المياه جزءًا من هذا السياق الأوسع.
تسعى دول الخليج، مثل الإمارات والسعودية، إلى تحقيق أهداف اقتصادية محددة عبر اقتطاع مناطق مصالح في أفريقيا. قد يتسبب هذا التركيز على المصالح الاقتصادية في زيادة الانقسامات داخل البلدان المتأثرة، حيث تركز هذه القوى على تحقيق أهداف قصيرة المدى تتعلق بالموارد والفرص الاقتصادية.
مع زيادة انخراط القوى الدولية مثل روسيا والصين في أفريقيا، تتسارع هذه الأنماط من الانقسامات والتطورات الاقتصادية. ستستمر دول الخليج في التأكيد على نفوذها، مما سيشكل مستقبل السياسة العربية ويؤثر على الصراعات الإقليمية في القارة.
باختصار، تعكس الشراكة بين أبو ظبي وتل أبيب في أفريقيا تحولًا في استراتيجية دول الخليج، حيث ينتقل التركيز من الأيديولوجية إلى المصالح الاقتصادية. هذه الديناميكيات الجديدة قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسة الإقليمية وتؤثر على النزاعات في المناطق المتأثرة بالنفوذ الخليجي.