مبعوث ترامب: تطبيع العلاقات بين إسرائيل ولبنان وسوريا لم يعد مستبعدًا

في تصريح لافت، أعلن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان بات “احتمالًا حقيقيًا”، في ظل ما وصفه بتحولات جوهرية في موازين النفوذ الإقليمي، وعلى رأسها “خروج سوريا من دائرة النفوذ الإيراني”، بحسب زعمه.
وفي مقابلة مطولة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، كشف ويتكوف عن ملامح رؤية إدارة ترامب للمنطقة، مؤكدًا أن السلام بين إسرائيل ولبنان، وكذلك بين إسرائيل وسوريا، قد يكون جزءًا من عملية إقليمية شاملة لإعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وأشار ويتكوف إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي داخل سوريا ولبنان – رغم عدم انتمائهما جغرافيًا لدولة الاحتلال – يعزز فرص تحقيق هذا السيناريو، موضحًا أن السيطرة الميدانية الإسرائيلية على بعض المناطق “تمنحها اليد العليا لفرض معادلة سياسية جديدة”.
وفي حال نجح هذا المسار، يعتقد ويتكوف أن تطبيع سوريا ولبنان، إلى جانب اتفاق سلام محتمل مع السعودية، سيحدث “تغيرًا جذريًا في شكل الشرق الأوسط”، على حد تعبيره.
💬 تباين إسرائيلي في المواقف
وفي الداخل الإسرائيلي، لم تلقَ تصريحات ويتكوف ترحيبًا موحدًا. فبينما نقلت القناة 12 العبرية عن مصدر سياسي في رئاسة الوزراء تأكيده أن إسرائيل تسعى إلى التطبيع مع لبنان في إطار مفاوضات غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية، أعرب مسؤولون إسرائيليون آخرون عن شكوكهم، معتبرين أن هذه التصريحات قد تكون غطاءً سياسيًا لمحاولة تمرير تنازلات غير معلنة لحزب الله بعد الحرب.
من جهته، استبعد إيلي كوهين، وزير الطاقة وعضو المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، إمكانية التطبيع مع لبنان في الوقت الراهن، قائلاً:
“من المبكر الحديث عن سلام مع لبنان، يجب أولاً التخلص من التهديد الإيراني. نحن نراهن على أن ترامب سينهي المهمة باتفاق أو بوسيلة أخرى، وإن لم يفعل، فسنقوم نحن بذلك”.
📍 خلفية النزاع الحدودي
وبالتوازي مع حديث التطبيع، تواصل إسرائيل تأكيد تمسكها بالسيطرة على خمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه المواقع – التي احتلتها إسرائيل بعد وقف إطلاق النار مع حزب الله في نوفمبر الماضي – ليست محل تفاوض، مؤكدًا أن سياسة بلاده الهجومية تشمل كلاً من سوريا ولبنان.
ويأتي كل هذا وسط محادثات مع لبنان يُقال إنها جزء من “خطة شاملة لتغيير وجه الشرق الأوسط”، وفقًا لمصادر رسمية إسرائيلية، فيما تبقى هوية الطرف اللبناني المقصود بالتفاوض غامضة، في ظل رفض لبنان الرسمي لأي علاقات مباشرة مع إسرائيل، ووجود موقف شعبي واسع مناهض للتطبيع.
🧭 تحليل: واقعية التطبيع أم خيال سياسي؟
تصريحات ويتكوف تعكس طموحًا أميركيًا – إسرائيليًا مشتركًا لإعادة هندسة المشهد الإقليمي، لكن المعطيات الواقعية تشير إلى فجوة كبيرة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني.
- سوريا ما زالت تدور في فلك التحالف مع إيران وروسيا، ولا تظهر أي مؤشرات لانفتاح دبلوماسي على إسرائيل.
- لبنان يعيش انقسامًا داخليًا حادًا حول قضية التطبيع، في ظل سيطرة سياسية وأمنية كبيرة لحزب الله، المصنف كعدو لإسرائيل.
ومع ذلك، تسعى تل أبيب وواشنطن إلى استثمار حالة الانهاك العربي والانقسام الفلسطيني والفتور الإقليمي لفرض تصورات جديدة تحت عنوان “السلام الإقليمي”، دون المرور عبر البوابة الفلسطينية.