مباراة “غير ودية”.. برشلونة الإسباني يتراجع عن اللعب في الكيان الصهيوني

 

يقول المثل العربي الشهير: إن لم تستح فاصنع ما شئت، ورغم أن الاحتلال الصهيوني يعمل جاهدا للسطو على كل ما هو عربي ونسبته إلى الصهاينة، فإنه على الأرجح ظل هذا المثل العربي عصيا على السرقة والسطو، ربما لأنه لا يتلاقى مع طبيعة الصهاينة الدافعة للاشمئزاز، والتي تجلى هذا الأمر بوضوح في إطلاق اسم “كلاسيكو السلام” على مباراة كرة قدم “ودية” في القدس، كان من المفترض أن تجمع برشلونة الإسباني وبيتار جيروزاليم الصهيوني الذي أعربت الإمارات عن استعدادها للاسثمار فيه.

 

لكن وبعد ضغوط فلسطينية استجاب لها الفريق الإسباني، تراجع برشلونة عن خوض المباراة، وهو الأمر الذي أكدته الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية مع المجتمع الرياضي الفلسطيني في مطالبة نادي برشلونة بإلغاء مشاركته في المباراة التي كان من المقرر عقدها يوم 20-7-2021 في تل أبيب، في بيان عنوته المؤسسة بـ”لا لاستغلال الرياضة في تلميع الجرائم الإسرائيلية!”.

 

واستجاب عشرات المغردين العرب والفلسطينين والإسبانيين مع المطالب الفلسطينية، وغردوا عبر هشتاج #غير_ودية، مما صعّد الأمر إلى إدارة النادي الإسباني الذي قرر في الأخير التراجع عن قرار المشاركة، وأبلغ الفريق الصهيوني بانسحابه من الفعالية أو المشاركة فيها تحت شرط إقامتها خارج الكيان الصهيوني.

 

أيضا، فقد قرر النادي الإسباني الشهير إلغاء معرض فريق برشلونة الذي سيقام في تل أبيب ابتداء من يوليو/تموز وحتّى أغسطس/آب، “كون هذه الأحداث الرياضية تندرج في إطار محاولات نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ لاستغلال الرياضة في عملية تلميع جرائمه وانتهاكاته المستمرّة بحق شعبنا”، بحسب بيان حركة المقاطعة.

 

يشار إلى أن الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان سبق ووقع مع موشيه حوجيج مالك نادي “بيتار القدس”، في العاصمة أبوظبي، على صفقة شراء 50 بالمائة من أسهم النادي، وفق قناة “كان” الإسرائيلية، ووصف النادي في بيان له، توقيع العقد بـ”التاريخي”، مضيفا أن الأموال التي ستدخل خزينته (حوالي 91.7 مليون دولار خلال 10 سنوات) ستستخدم بـ”الاستثمار في البنية التحتية والشباب وشراء لاعبين”.

 

وتابع: “سيتم تشكيل مجلس إدارة جديد للمجموعة يضم محمد، نجل الشيخ حمد بن خليفة، الذي سيكون ممثلا له في كل ما يتعلق بالنادي”. ونقل بيان النادي عن آل نهيان قوله، إنه “سعيد لتملكه جزئيا فريقا في أحد أقدس المدن في العالم، وبالمشاركة في التغييرات التي تجري في النادي”. وأضاف: “يمكننا أن نرى أمام أعيننا الثمار الهائلة للسلام”.

 

وعلق رئيس الوزراء الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو، على شراء آل نهيان لنصف أسهم النادي الإسرائيلي، قائلا عبر تويتر: “مواطن إماراتي اشترى فريق (بيتار أورشليم) وهو من أشهر نوادي كرة القدم الإسرائيلية. هذا يظهر السرعة الكبيرة التي تتغير فيها الأوضاع”.

 

وفي تعبير عن رفضهم للصفقة مع الشيخ الإماراتي، خطّ مشجعو “بيتار القدس”، الثلاثاء، عبارات مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، والعرب على السور الخارجي لملعب النادي، في مدينة القدس، وفق موقع”sport1″، التابع لصحيفة “معاريف” العبرية.

 

وتأسس “بيتار القدس” عام 1936 خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، على يد ديفيد هورن، أحد أعضاء منظمة “إيتسيل” الصهيونية التي ارتكبت العديد من المجازر ضد العرب في فلسطين خلال تلك الفترة. وأقيم ملعب النادي المسمى “تيدي” في القدس، على أنقاض قرية “المالحة” الفلسطينية التي هجرت العصابات الصيهونية أهلها عام 1948.

 

وكان قد أُعلن عن إلغاء المباراة الودّية بين فريق نادي برشلونة وفريق “بيتار” الإسرائيلي العنصريّ، والتي كانت ستقام في الرابع من أغسطس/آب 2021 في ملعب “تيدي” المقام على أراضٍ فلسطينية مسلوبة، وذلك على إثر مطالبة أطراف عديدة، فلسطينية ودولية، النادي الكتالوني بالعدول عن لعب المباراة.

 

يذكر أنه أيضا سيلعب فريقا نادي “أتلتيكو مدريد” و”إنتر ميلان” مباراة “وديّة” أخرى باستضافة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ في الثامن من أغسطس/آب 2021. ودعا بيان حركة المقاطعة لـ”لنكثّف الضغط على الفريقين حتى إلغاء هذه المباراة أيضاً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى