ماسبب اشتعال الخلاف المفاجئ بين مصر وإسرائيل؟
بالرغم من التعاون الوثيق بين مصر وإسرائيل منذ عقود، ومشاركة نظام السيسي في حصار غزة، اشعل دخول القوات الإسرائيلية لمعبر رفح خلافات بين الجانبين.
كشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية عن خلافات حادة بين مصر وإسرائيل بسبب مطالب تل أبيب بالسيطرة على محور فيلادليفا (محور صلاح الدين) المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة.
ونقلت القناة العبرية تصريحات مسؤولين مصريين لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قولهم إن إسرائيل أجرت خلال الأسبوعين الماضيين اتصالات مع مصر حول مستقبل الحراسة والحماية الأمنية في محور فيلادلفيا خلال الأيام بعد الحرب، وذلك بهدف منع حماس بأن تحول المحور الى شبكة تهريب الى قطاع غزة.
ووفقا للمسؤولين، طلبت إسرائيل من مصر تركيب أجهزة استشعار على طول المحور لتنبيه إسرائيل في حال حاولت حماس بناء الأنفاق مجددا وإنعاش شبكة التهريب.
كما طلبت إسرائيل تحديثات بشأن تنبيهات أجهزة الاستشعار والسماح بإرسال طائرات استطلاع بدون طيار خاصة بها.
وردت مصر على إسرائيل بأنها ستدرس تركيب أجهزة الاستشعار، الا أنها اعتبرت تحويل التنبيهات والموافقة على الطائرات المسيرة الاستطلاعية انتهاكا لسيادتها. وذكر التقرير أن الاتصالات تتركز حاليا حول هذا الموضوع.
وكانت قد ترددت أنباء عن رفض القاهرة خلال الأيام الأخيرة طلبا إسرائيليا بنشر طاقم مراقبين مشترك يضم مراقبين إسرائيليين في الجانب المصري من المحور، عند الحدود مع غزة.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل تتفاوض مع مصر لتشديد المراقبة في محور فيلاديلفيا وهو الممر الواصل بين مصر وقطاع غزة، بدعوى منع حركة “حماس” من بناء المزيد من الأنفاق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين لم تكشف هوياتهم القول إن إسرائيل طلبت من مصر تركيب أجهزة استشعار على طول محور “ممر” فيلاديلفيا.
وقال المسؤولون إن إسرائيل التي كانت تسيطر على الممر سابقا، طلبت أيضا أن يتم إخطارها بشكل مباشر إذا تم تشغيل أجهزة الاستشعار، ومنحها الحق في إرسال طائرات استطلاع بدون طيار إذا تم تشغيلها، حتى يتم تنبيهها في حال حاولت حركة “حماس” إعادة تشييد أنفاقها وممرات تهريب الأسلحة، عقب انتهاء هذه الحرب.
وردا على الطلب الإسرائيلي قال المسؤول إن مصر ستدرس مسألة تفعيل أجهزة الاستشعار، لكن الإخطار المباشر والسماح لتل بيب بإرسال مسيراتها الاستطلاعية يعتبر تعديا على السيادة المصرية.
وقال المسؤولون إن المفاوضات، التي تبلورت خلال الأسبوعين الماضيين بهذا الصدد عالقة حاليا.
ومن جانبها لم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلب الصحيفة للتعليق على الأمر.
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إن “العالم يحمّل إسرائيل مسؤولية الملف الإنساني، لكن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة أصبح الآن في أيدي أصدقائنا المصريين”.
وأضاف كاتس في منشور على منصة “إكس”، أن “حماس لن تسيطر على معبر رفح، وهذه حاجة أمنية لن نتنازل عنها”.
ولفت وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أنه تحدث أمس مع وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، ووزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن “ضرورة إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح، بما يسمح باستمرار نقل المساعدات الإنسانية الدولية إلى قطاع غزة”.
وتابع قائلا “سأناقش هذا الأمر اليوم أيضاً مع وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني”.
وأعلنت مصر الانضمام إلى جنوب أفريقيا في الدعوى التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جريمة “إبادة جماعية”.
وخلال اتصال هاتفي، مع وزير الخارجي الأميركي، انتوني بلينكن، حذر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، من “العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستطال أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نتيجة إغلاق معبر رفح، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية واسعة النطاق”.