لماذا يسعى النظام السعودي للتطبيع مع الاحتلال؟

في الوقت الذي يشن فيه جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على غزة، ويرفض اليمين المتطرف الحاكم كل سبل الحل لوقف الحرب ورفض إقامة دولة فلسطينية، تستمر المساعي السعودية للتطبيع مع الاحتلال.

 أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تمسك بلاده بمبادرة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

وجاء ذلك، خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية، المنعقدة في البحرين.

كشفت تقارير أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، يعتزم إجراء زيارة إلى السعودية و”إسرائيل” خلال نهاية الأسبوع الجاري، وفق مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

من جانبه، نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، تصريحات لثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين (لم يسمهم) قالوا فيها إن سوليفان يعتزم زيارة السعودية و”إسرائيل” خلال نهاية الأسبوع الجاري.

كذلك قال مسؤول أمريكي كبير إن إدارة الرئيس جو بايدن “توصلت إلى تفاهم مع الحكومة الإسرائيلية بأن أي عملية في رفح لن يتم توسيعها بشكل كبير قبل زيارة سوليفان”.

فيما ويأمل البيت الأبيض في تمديد ذلك الالتزام حتى عقد اجتماع رفيع المستوى بين فريقين أمريكي وإسرائيلي في واشنطن عقب زيارة سوليفان المرتقبة، وفق الموقع.

وأوضحت المصادر أن زيارة سوليفان تعد “محاولة لإحراز تقدم نحو صفقة ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية يمكن أن تشمل تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل”.

ويأمل المسؤولون الأمريكيون في التوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع السعوديين ثم عرضها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحيث تشمل “إنهاء الحرب في غزة والالتزام بمسار يؤدي إلى حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين”.

وأظهر الموقع أنه إذا وافق نتنياهو على الاتفاقات المتوقعة “فيمكنه التوسط في اتفاق سلام تاريخي مع السعودية. وإذا رفض، فقد يفقد دعم الولايات المتحدة ويواجه عواقب عملية رفح بمفرده”.

ولم تصدر تأكيدات فورية من واشنطن أو الرياض أو تل أبيب بشأن ما ورد في “أكسيوس”.

قال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إن ولي العهد محمد بن سلمان يريد التطبيع مع إسرائيل في أقرب وقت.

فيما صرح بلينكن أن محمد بن سلمان “يريد التطبيع مع إسرائيل وبل يريده في أقرب وقت ممكن شريطة وقف الحرب في غزة ومسار نحو الدولة الفلسطينية”.

وتابع أن التطبيع الرسمي للعلاقات بين إسرائيل وبلاد الحرمين “ممكن بالنسبة لواشنطن والرئيس (جو بايدن) خصوصا في هذه اللحظة”.

يشار إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي نقلت شبكة (سي ان ان) عن مسؤولين أمريكيين أن السعودية والولايات المتحدة تضعان اللمسات النهائية على تفاصيل صفقة تاريخية لتعزيز التجارة الثنائية والدفاع – لكن لن يتم التوصل إلى اتفاق إذا لم تقم المملكة وإسرائيل بإقامة علاقات دبلوماسية.

فيما قالت الشبكة إن معاهدة الدفاع من شأنها أن تعمل على ترسيخ التحالف الأمني ​​المستمر منذ سبعة عقود بين السعودية والولايات المتحدة، وربطهما بشكل أوثق من بعضهما البعض حيث يسعى خصوم الولايات المتحدة مثل إيران وروسيا والصين إلى توسيع نفوذهم في الشرق الأوسط.

كذلك يسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة إلى إقامة علاقات مع المملكة، موطن أقدس الأماكن الإسلامية، حيث أن هذه الخطوة يمكن أن تؤثر على العالم الإسلامي على نطاق أوسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى