لقاء تطبيعي.. هل تعتبر مشاركة تونس إلى جانب الاحتلال في اجتماع للناتو بداية التطبيع مع الاحتلال؟

دعت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي للاحتجاج على مشاركة وزير الدفاع التونسي في قمّة حلف النيتو الاستعماري، بحضور وفد عن “إسرائيل”، وذلك بنشر تعليقات على صفحات رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع ووزارة الخارجي تدين هذه المشاركة. كما دعت الحملة المشاركين للتعليق بالنص التالي: “تواجد تونس في اجتماع لحلف النيتو الاستعماري تبعيّة وتفريط في السيادة. ومشاركتها مع ممثّلين عن العدوّ الصهيوني تطبيع وخيانة عظمى”.

 

وهاجم حزب العمال التونسي الرئيس قيس سعيد والذي قال إنه ارتكب “خيانة عظمى” بعد قبوله بمشاركة وزير الدفاع، عماد مميش، في اجتماع للناتو حضرته “إسرائيل”. وعبّر الحزب عن “استنكاره لهذه الخطوات التطبيعية الجبانة والمهينة التي تؤكد طبيعة النظام في بلادنا كنظام غير وطني، موال للإمبريالية ومهادن لربيبتها الصهيونية، على حساب مصالح وطننا وشعبنا وكذلك على حساب مصالح الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الباسلة”.

 

واعتبر أن ما حصل “يبيّن الطابع الديماغوجي الكاذب لتصريحات قيس سعيد في حملته الانتخابية التي اعتبر فيها التطبيع خيانة عظمى، ممّا يعني أنّه اليوم يرتكب بنفسه هذه الخيانة على المكشوف مكرّسا نفس السلوك الذي سلكته منظومة الحكم السابقة بزعامة حركة النهضة ومن قبلها نظام بن علي”. وأثارت مشاركة تونس مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في اجتماع للناتو مخصص لدعم أوكرانيا، جدلاً في البلاد، خاصة أن السلطات تكتّمت في البداية عن الأمر، قبل أن تؤكده وزارة الدفاع بعدما كشفت عنه وسائل إعلام أمريكية.

 

وكشفت وسائل إعلام أمريكية عن مشاركة 43 دولة من داخل الناتو وخارجه، بينها تونس و”إسرائيل”، في اجتماع دعا إليه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وعقد في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا. وكتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب “المجد”: “على رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة التونسية، توضيح إذا ما كانت تونس تشارك في المؤتمر الدولي الذي دعا إليه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن”.

 

وطالب الباحث والمحلل السياسي طارق الكحلاوي وزارة الدفاع التونسية بتقديم “توضيح فوري حول مدى صحة مشاركة تونس في هذا الاجتماع، لا سيما وأنه سيكون له عدة تأثيرات على التوازنات العالمية والإقليمية، لا سيما في علاقة بموقف الجزائر”. وبعد ساعات، أصدرت وزارة التونسية بلاغاً مقتضباً أكدت فيه مشاركة وزير الدفاع عماد مميش في “المؤتمر الذي تحتضنه مدينة رامشتاين بألمانيا الفدرالية لوزراء الدفاع من 20 دولة أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن غير الأعضاء وذلك بدعوة من نظيره الأمريكي”.

 

وقالت الوزارة إن “تونس تدعم كل مبادرة دولية في سبيل معالجة وحلّ النزاعات، وفقاً لمبادئ منظمة الأمم المتحدة والشرعية الدولية ونهج الحوار المسؤول”، مشيرة إلى أنها تشارك في هذه المشاورات “باعتبارها شريكاً مميّزاً غير عضو بحلف شمال الأطلسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى