لقاء أمريكي سعودي لتسهيل التطبيع مع الاحتلال

يجري وزير الخارجية الأمريكي زيارة للسعودية يلتقي فيها بولي العهد السعودي لمناقشة عدد من القضايا الثنائية أبرزها قضية التطبيع السعودي مع إسرائيل.
وأعلن مسؤول أمريكي أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بحث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال اجتماع في جدة ليل الثلاثاء-الأربعاء، ملفات عدة من بينها التطبيع مع إسرائيل.
وقال المسؤول، إن وزير الخارجية وولي العهد السعودي ناقشا في الاجتماع، “إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل واتفقا على مواصلة الحوار في هذا الصدد”.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن الاجتماع الذي عقد في القصر الملكي في جدة بدأ قرابة منتصف الليل بالتوقيت المحلي واستمر قرابة ساعة و40 دقيقة.
ووصل الوزير الأمريكي إلى جدة مساء الثلاثاء في اليوم الأول من زيارة إلى السعودية تهدف إلى تحسين العلاقات بين واشنطن والرياض.
نشرت صحيفة يسرائيل هيوم الخميس تقريرا أوردت فيه رؤية جديدة فيما يخص المفاوضات الجارية للتوصل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، روجت الصحافة الإسرائيلية لفكرة اقتراب تطبيع العلاقات مع السعودية، خاصة في ظل تكثيف الجهود الأمريكية كي يتم هذا الأمر، وارتفعت الآمال في التوصل إلى اتفاق في أوائل مايو/أيار عندما أعلن كبير مستشاري بايدن جيك سوليفان أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
وقال يوئيل جوزانسكي، الخبير في شؤون الخليج في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، لموقع Middle East Eye: “هذه هي المرة الأولى التي تضع فيها إدارة بايدن التطبيع علنًا كأولوية، ربما لم يحدث تقدم ملحوظ بعد، لكن الأكيد أن الخطاب بدأ يأخذ منحنى أكثر عملية”.
من جانبه، رأى عزيز الغشيان، المقيم في الرياض وزميل في سيباد مع التركيز البحثي على العلاقات بين إسرائيل والسعودية، أن إسرائيل تبالغ في الحديث عن اقتراب التطبيع مع السعودية، مشيرًا “لكي تبقى هذه الحكومة الإسرائيلية على قيد الحياة، عليهم أن يحافظوا على الرواية القائلة بأن التطبيع مع المملكة العربية السعودية وشيك بشكل لا يصدق، في حين أنه ليس كذلك”.
من المؤكد أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل أقرب الآن من أي وقت مضى في التاريخ، وبالرغم من أن السعودية لم تكن طرفًا في اتفاقات إبراهيم لعام 2020 التي شهدت تطبيع الإمارات والمغرب والبحرين مع إسرائيل، لكنها تأثرت بشكل أو بآخر وباتت علاقاتها معها أقوى.
يتعاون الطرفان بهدوء في مجال الأمن والاستخبارات للوقف ضد إيران، كما أدى التحرك الأمريكي لوضع إسرائيل في القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط إلى توسيع نطاق تلك الروابط الدفاعية.
في العام الماضي، انضمت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان علنًا إلى إسرائيل في مناورات بحرية بقيادة الولايات المتحدة لأول مرة.
هذا الشهر، تحدث نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عبر الهاتف مرتين إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في غضون يوم واحد كجزء من المفاوضات للسماح برحلات تجارية مباشرة إلى المملكة للمسلمين من إسرائيل لأداء فريضة الحج.
وقال آرون ديفيد ميلر، مستشار سابق في وزارة الخارجية، وهو الآن زميل أقدم في مؤسسة كارنيجي الدولية السلام: “ليس هناك شك في أننا أقرب من أي وقت مضى إلى عقد صفقة تطبيع بين الجانبين… قبل بضع سنوات فقط كان التعاون والتقارب= صفر!”
وتتطلع إدارة بايدن إلى إصلاح العلاقات مع الرياض التي تتعرض لضغوط بسبب حقوق الإنسان وإنتاج النفط، خاصة وأن قرار المملكة في مارس/آذار بإعادة العلاقات مع إيران في صفقة توسطت فيها الصين كان إشارة إلى ابتعاد السعودية عن واشنطن.
وقال ميللر “لم يعد هناك حديث عن الرياض باعتبارها منبوذة من قبل إدارة بايدن… إنهم يبحثون عن طريقة لتقوية العلاقة”.