لقاءات تطبيعية لا تتوقف.. ما أسباب اجتماعات محمود عباس مع قيادات الاحتلال المتكررة؟
كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التقى نهاية الأسبوع الماضي رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، رونين بار، في رام الله، وذلك في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى.
ويشار إلى أن هذا اللقاء الثاني الذي يجمع الرئيس عباس وبار، والذي تم الكشف عنه، حيث إنه سبق أن التقيا في رام الله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ودأب عباس على الاجتماع مع رؤساء “الشاباك” في إطار الجهود الهادفة إلى “تعزيز التعاون الأمني” بين سلطات الاحتلال وأجهزة السلطة الأمنية.
يذكر أن جهاز “الشاباك” هو المسؤول عن قمع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ويقود حملات الاعتقال والمداهمات التي تهدف إلى اعتقال النشطاء الفلسطينيين، فضلاً عن أنه يلعب دورًا مهمًا في تحديد بنوك الأهداف التي تُستهدف خلال الحروب والحملات العسكرية التي تستهدف قطاع غزة. وفي السياق، أقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على لقاء وزير الجيش لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، في منزل الأخير، قرب مدينة تل أبيب، وفق ما أعلن عنه مكتب الوزير الإسرائيلي، لتسجل بذلك أول زيارة علنية لعباس إلى “إسرائيل” منذ توقف اللقاءات الرسمية بين السلطة وتل أبيب منذ عام 2010.
جاء في الإعلان نفسه أن غانتس “استضاف الليلة، رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) أبو مازن، في منزله في روش هاعين (قرب تل أبيب)، وناقش الاثنان مختلف القضايا الأمنية والمدنية”. كما أضاف الإعلان: “استمر الاجتماع قرابة ساعتين ونصف، وأبلغ الوزير رئيس السلطة أنه ينوي مواصلة تعزيز إجراءات بناء الثقة، وأكد الوزير الاهتمام المشترك في تعزيز التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف”.
ومن قبل، دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كافة الوزراء الإسرائيليين لزيارة رام الله والتحدث معه، وذلك في مساعي السلطة الفلسطينية المستمرة لاستئناف المفاوضات المتوقفة مع تل أبيب منذ أكثر من 7 سنوات. وجاءت دعوة عباس خلال استضافة وفد من حزب “ميرتس” اليساري، ضم وزراء في حكومة نفتالي بينيت، وقد سبق أن زار قياديون في “ميرتس” مقر الرئاسة في رام الله والتقوا عباس، لكن هذه هي المرة الأولى التي يفعلون ذلك بصفتهم وزراء في الحكومة.
وضم الوفد رئيس الحزب ووزير الصحة نيتسان هورويتز ووزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج ورئيسة منتدى النساء في حزب ميرتس عضو الكنيست ميخال روزين. وقال عباس لوفد ميرتس: “ليس علينا الاتفاق مع بعضنا البعض، علينا فقط التحدث”، أما وفد “ميرتس” فقد تحدث عن “أهمية الحوار والتعاون الإسرائيلي الفلسطيني، وتعهدوا بدعم حل الدولتين للصراع، على الرغم من تجميد عملية السلام منذ عام 2014”.
ووفقًا لموقع والا الإسرائيلي، فقد ذكر عباس على وجه التحديد اهتمامه بالتحدث مع وزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد، ذات التوجهات اليمينية. وعلى الفور توجهت أيليت إلى تويتر للتعبير عن دهشتها ورفضها للعرض، وكتبت صراحةً: “لن يحدث ذلك”.