لقاءات إسرائيلية علنية للسعودية تكشف عن اقتراب التطبيع
بدأت في الآونة الأخيرة زيارات رسمية إسرائيلية للسعودية، في خطوة غير مسبوقة من شأنها أن تكشف عن تقدم مسار التطبيع بين الجانبين.
وألقى وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي، كلمة في مؤتمر اتحاد البريد العالمي المقام بالعاصمة السعودية الرياض في أول خطاب لمسؤول إسرائيلي من قلب المملكة.
والقى كرعي كلمة باللغتين الإنجليزية والعربية، شدد فيها على الحاجة إلى خدمات اتصالات متقدمة، بما في ذلك الألياف الضوئية، التي من شأنها ربط آسيا وأوروبا عبر إسرائيل.
و شكر كرعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة السعودية على جهودهم في إقامة علاقات بين البلدين “في إطار رؤية السلام والربط بين الشرق والغرب”.
ووصل الوزير كرعي، الاثنين، إلى الرياض برفقة وفد يضم رئيس اللجنة الاقتصادية بالكنيست (البرلمان) النائب دافيد بيتان، ومسؤولين آخرين بوزارة الاتصالات”، للمشاركة في المؤتمر الرابع لاتحاد البريد العالمي المنعقد في الفترة بين 1 إلى 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وأدى الوزير الإسرائيلي خلال الزيارة طقوسا يهودية في الرياض بمناسبة ما يسمى “عيد العرش”.
ويعتبر ”كرعي” ثاني وزير إسرائيلي يزور السعودية خلال أقل من أسبوع، بعدما وصل الأسبوع الماضي، وزير السياحة حاييم كاتس، ووفد مرافق له إلى الرياض للمشاركة في مؤتمر منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة، ليصبح الأخير أول وزير إسرائيلي يزور المملكة “علنيا”.
يأتي ذلك بينما يتكاثر الحديث منذ أشهر عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل التي توصلت، في عام 2020، إلى تطبيع علاقاتها مع كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب ضمن “اتفاقات إبراهيم” بوساطة الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي 21 سبتمبر/ أيلول المنصرم، نفى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا أنهم يقتربون كل يوم من التطبيع.
وأجاب ابن سلمان خلال مقابلة باللغة الإنجليزية مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، ردا على سؤال من المحاور عن “وجود تقارير تفيد بأنك أوقفت المحادثات”: “هذا ليس صحيحا.. وكل يوم تتقدم وسنرى إلى أين ستصل”.
وأردف: “نأمل أن نصل إلى حل يسهل حياة الفلسطينيين ويعيد إسرائيل كعنصر في الشرق الأوسط”.
وحسب تقارير وضعت الرياض عدة شروط لإتمام التطبيع مع إسرائيل أبرزها مساعدتها في إنشاء برنامج نووي مدني والحصول على ضمانات أمنية.
وقال متحدّث باسم البيت الأبيض، إن المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية تواصل التقدّم، مشيرا إلى التوصل إلى “إطار أساسي” لاتفاق مستقبلي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن “الطرفين وضعا على ما أعتقد هيكلية أساسية لما يمكن أن نسير باتجاهه”.
وأضاف: “على غرار أي اتفاق معقّد يتعيّن على الجميع تقديم تنازلات”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ويدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإدارته باتّجاه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، الأمر الذي من شأنه أن يمنح المملكة خصوصا ضمانات أمنية أمريكية مقابل اعترافها بإسرائيل.
وتشير تطوّرات عدة سجّلت مؤخرا إلى أن المفاوضات تتكثّف.