لتمرير أفكار تطبيعية.. كيف تحاول الإمارات الضغط على شيخ الأزهر لحضور افتتاح “بيت العائلة الإبراهيمية”؟

يتعرض شيخ الأزهر في مصر، أحمد الطيب، إلى ضغوط إماراتية من أجل دفعه للمشاركة في افتتاح ما يسمى بـ “بيت العائلة الإبراهيمية”، الذي تبنيه العاصمة أبوظبي على جزيرة السعديات، ومن المنتظر افتتاحه هذا العام، بحسب ما ذكر مصدر لـ العربي الجديد”. واكتفى الطيب بتوجيه كلمة لمناسبة “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية”، قال خلالها إن “احتفاء العالم باليوم الدولي للأخوة الإنسانية هو في الحقيقة احتفال بإنسانية الدين الإلهي، ودعوته للتعارف والتفاهم بين أتباع الرسالات السماوية وغير السماوية، واحترامه لخصوصية الأديان والعقائد، بحثاً عن عالم أفضل تسوده روح التسامح والإخاء والتضامن والتكافل”.
وعبّر الطيب، خلال كلمته، عن تقديره البالغ لولي عهد أبوظبي “الذي يواصل مسيرة والده الخيرة على رعايته لهذه الوثيقة، ودعمه بكل صدق وإخلاص لمبادرات ترسيخها وتأصيلها ونشرها في العالم أجمع”. وقال المصدر المطلع في مشيخة الأزهر: إن “الإمام أحمد الطيب حسم مسألة عدم مشاركته في افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية”.
ولفت المصدر إلى أن “تصريحات الإمام الأكبر في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس “بيت العائلة المصرية”، التي تحدث فيها عن “الديانة الإبراهيمية” وهاجمها ووصفها بـ”أضغاث الأحلام”، كانت بمثابة مقدمة لرفض حضور افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية”. وكان الطيب قد بدأ حديثه عن الأمر بالقول إنه يريد “التنبيه قطعًا للشكوك التي يثيرها البعض بغرض الخلط بين التآخي بين الدينين، الإسلامي والمسيحي، وبين امتزاج الدينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما، خاصة في ظل التوجهات والدعوة إلى الإبراهيمية”.
وقال الطيب إن الدعوة لـ”الإبراهيمية تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار”. وذكر المصدر الأزهري، لـ”العربي الجديد”، إن الإمارات “أخذت وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس في أبوظبي عام 2019، برعاية ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في طريق مختلفة عن توجهات الإمام الأكبر”.
وأضاف المصدر أنه “مع الضغوط الإماراتية على الأزهر، اضطرت المشيخة للدفع بوكيل الأزهر محمد الضويني للمشاركة في مهرجان الأخوة الإنسانية في إكسبو دبي 2020، إلى جانب مستشار شيخ الأزهر السابق المستشار محمد عبد السلام”. وفي السياق، أعلن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن حملة “مزاعم صهيونية”، يُفنّد من خلالها المزاعم التي تطلقها دولة الاحتلال، والتي عانى منها الشعب الفلسطيني ولا يزال يعاني من تداعياتها على مدار عقود طويلة.
وقال المرصد أن هذه المزاعم أدّت إلى قلب الكثير من الحقائق التاريخية الثابتة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك بتأثير من مروجيها لدرجة يُخشى معها من تسلل هذه المزاعم المغلوطة إلى عقول الكثيرين. وحسب البيان الصادر عن المرصد: “استمرارا لدور مرصد الأزهر التوعوي بالقضية الفلسطينية، وإيمانًا منه بأهمية نشر الحقائق، وسعيًا لتحقيق هذه الغاية، ينشر هذه الحملة، والتي تحتوي على توثيقٍ لمقولات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تأتي في صورة ردود على تلك المزاعم الصهيونية الخطيرة”.
وأوضح أنه خلال رسائل الحملة المقرر نشرها بشكل مكثف على مدار عشرة أيام، يقدم المرصد تعريفًا بأهم الشبهات المثارة حول القضية الفلسطينية، مع تفنيد لها، من خلال رد قاطع بكلمات حاسمة لإمام الأزهر. ويهدف المرصد من نشرها إلى توعية النشء، والشباب بقضية العرب والمسلمين الأولى، وترسيخها في ذاكرة الأمة والعالم أجمع.
وأكد استمراره في فضح انتهاكات دولة الاحتلال وبجميع اللغات الممكنة، من أجل وضع الحقائق الثابتة والتاريخية للقضية الفلسطينية أمام العالم أجمع، آملاً أن يكون هذا الجهد أداةً من الأدوات التي تعمل بصدق من أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني المكلوم، ونصرةً للمسجد الأقصى المبارك. وتأتي الحملة في هذا التوقيت تحديدا، بعد ارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية والهمجية من جانب دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، لا سيّما خلال الأيام القليلة الماضية، التي تجاوزت فيها جميع الخطوط الحمراء، واستمرَّت في انتهاكاتها الصارخة لحرمة المسجد الأقصى، قتلت فيها الأبرياء من شيوخ وأطفال، ودمّرت بيوت الآمنين، واعتدت فيها على الحرمات.
يذكر أن مرصد الأزهر يُفرد للقضية الفلسطينية ملفًا خاصًا في تقريره الشهري، إلى جانب إصداره العديد من التقارير والمقالات والدراسات والحملات التوعوية بالقضية الفلسطينية، كان من بينها حملة، بعنوان: “الذي باركنا حوله” منذ عامين.