لتعزيز التطبيع.. هل تهدف زيارة بايدن للشرق الأوسط إلى إنضمام مزيد من الدول إلى قطار التطبيع مع الاحتلال؟
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، إن زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى المنطقة، “ستكشف عن خطوات أميركية لتعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى “اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني”، شاكرا بايدن على “جهوده في تعزيز مصالح إسرائيل مع السعودية”، وذلك في ظل الحديث عن مساعي واشنطن لتشكيل حلف دفاعي لمواجهة إيران، يضم إسرائيل والأردن ومصر والعرق إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي الست. وستبدأ زيارة بايدن بلقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيت، لعقد مباحثات حول محاور عدة، من بينها الدعم الأميركي للجيش الإسرائيلي، لا سيما لنظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ “القبة الحديدية”، على خلفية توترات يغذيها الفشل حتى الآن في إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست دول كبرى وانسحبت منه واشنطن خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
ورجّح مسؤول أميركي رفيع تحدث لوكالة “فرانس برس” (لم تسمه) أن يزرج بايدن “منطقة تستخدم فيها هذه الأنظمة (القبة الحديدية)”، وذلك في سياق مباحثاته حول “آخر الاختراعات الأميركية الإسرائيلية في مجال استخدام تقنيات الليزر المضادة للصواريخ وللأخطار الجوية الأخرى”. وشدد المسؤول على أن بايدن “سيجدّد التزام إسرائيل الحازم بأمن إسرائيل”.
كما سيلتقي بايدن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على الأرجح في بيت لحم، وفق المصدر نفسه، وسيجدّد “التزامه الدائم بحل يقوم على دولتين” إسرائيلية وفلسطينية، وسيسعى إلى إعادة “الحرارة” إلى العلاقات مع السلطات الفلسطينية التي قطعت بشكل شبه كامل خلال ولاية ترامب. وفي نهاية جولته، يتوجه بايدن إلى السعودية في محطة ستثير جدلا واسعا وستشكل حدثا تاريخيا استثنائيا، إذ سينتقل في طائرة تقله مباشرة من تل أبيب إلى جدة، وسيكون أول رئيس أميركي يصل إلى بلد عربي لا يقيم علاقات مع إسرائيل، منطلقا من إسرائيل. وكان سلفه استقل رحلة جوية انطلقت من السعودية نحو إسرائيل في العام 2017.
يأتي ذلك في ظل التقارير الإسرائيلية حول عزم السعودية فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية، بالتزامن مع زيارة بايدن، في إطار “صفقة” أميركية – إسرائيلية – سعودية تنتهي بتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، ومن شأنها أن تحدث “تغييرا دراماتيكيا في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط”. كما أكد المسؤول الأميركي أن بايدن “سيشارك في السعودية في قمة لمجلس التعاون الخليجي يحضرها قادة البحرين وسلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات والسعودية. وقد يشارك في الاجتماع قادة مصر والعراق والأردن”.
ويضع الرئيس الأميركي ضمن أولوياته، العمل على تمديد الهدنة المعمول بها في اليمن بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ولجم الطموحات النووية لإيران، خصم السعودية والعدو اللدود لإسرائيل، و”إعطاء دفع لحقوق الإنسان والعمل على تأمين الطاقة والغذاء العالميين”. ويشمل برنامجه أيضا قمة افتراضية مع قادة مجموعة تضم إسرائيل والهند والإمارات والولايات المتحدة ستتناول “أزمة الأمن الغذائي وغيرها من مجالات التعاون عبر نصف الكرة الأرضية حيث تشكّل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مركزين مهمين للابتكار”، بحسب ما أفاد مسؤول أميركي في إحاطة قدمها للصحافيين.