كيف يخطط الاحتلال في إنعاش اقتصاده المرتبك باللجوء للسعودية؟
قال وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الاثنين إن إنشاء سوق جديدة مشتركة في الشرق الأوسط تشمل السعودية تمثل التحدي الكبير المتوقع من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة. وسيبدأ بايدن جولة في الشرق الأوسط بزيارة إسرائيل يوم الأربعاء ثم يتوجه إلى السعودية يوم الجمعة. وقال البيت الأبيض إن أهداف الجولة تشمل “توسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي”. وتابع ليبرمان خلال مداخلة له بمؤتمر اقتصادي تستضيفه صحيفة كالكاليست الإسرائيلية أن هذه السوق “ستغير الواقع هنا من الأول إلى الآخر، في كل من المجالين الأمني والاقتصادي. لذلك آمل أن يكون التركيز خلال زيارة بايدن على إقامة هذه السوق الجديدة في الشرق الأوسط”.
وتعليقا على أول زيارة مقررة للمملكة الأسبوع المقبل منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2021، أعلن الرئيس الأميركي في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست السبت، أنه سيسعى إلى “تعزيز شراكة إستراتيجية” مع السعودية “مبنيّة على مصالح ومسؤوليات متبادلة.
وفي تصريحات منفصلة أمام المؤتمر، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا “من الممكن بالتأكيد بدء الحديث عن التوسيع الممكن لأسواقنا في المنطقة” في إطار جولة بايدن. وربط حولاتا بين زيارة بايدن لإسرائيل ثم التحول مباشرة إلى السعودية في رحلة جوية مباشرة، معلقا بأنها “ليست مصادفة”.
وأضاف أن “متابعة هذه الأشياء بعناية، خطوة بخطوة، يمكن أن تحقق انفراجات”. وقال بايدن إنه سيكون أول رئيس يسافر من إسرائيل إلى جدة هذا الأسبوع وهو ما وصفه بأنه سيكون رمزا صغيرا “للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع” بين إسرائيل والعالم العربي.
وقامت إسرائيل بتطبيع العلاقات مع أربع دول عربية في ظل حملة دبلوماسية أميركية عام 2020 نالت مباركة الرياض. لكن السعودية لم تذهب إلى حد الاعتراف الرسمي بإسرائيل في غياب حل يحقق قيام دولة فلسطينية. وقال ليبرمان إن رؤيته الإقليمية تشمل “نوعا من طريق سريع عابر للشرق الأوسط” وشبكة للسكك الحديدية تربط الدول الشريكة. وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج الخميس، إنه طلب من السعودية السماح باستقبال رحلات طيران مباشرة من تل أبيب للحجاج المسلمين. وتستقبل المملكة منذ فترة طويلة الحجاج المسلمين القادمين من إسرائيل، لكن يتعين عليهم السفر عبر دولة ثالثة، فيما ترغب تل أبيب في السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق الأراضي السعودية وهي في طريقها لوجهات في آسيا.
وحول الشؤون الداخلية، قال ليبرمان إن التضخم في إسرائيل ما زال أقل بكثير من مثيله في الدول الغربية على الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة ومعدل تضخم زاد على 4 بالمئة، في حين تُظهر البيانات اقتصادا قويا يواصل فيه المستهلكون الإنفاق في الداخل ويسافرون بكثرة إلى الخارج. ويشير محللون إلى أن زيارة بايدن للسعودية الغنية بالنفط تندرج في إطار البحث عن حلول لارتفاع الأسعار الجنوني لموارد الطاقة بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.