كيف نجحت المقاطعة بإفشال مؤتمر لمعهد ألماني بسبب عنصريته ضد الفلسطينيين؟

أكدت حركة المقاطعة أن انسحابات الأدباء والفنانين الدوليين توالت من مؤتمر “أبعد من الجاني الوحيد: حول ديناميكيات اليمين العالمي الذي ينظمه معهد غوتة الألماني”، وذلك احتجاجًا على قيام الأخير بإلغاء الدعوة التي كان قد وجهها للناشط الفلسطيني المقدسي محمد الكرد، حتى أعلن المنظمون عن إلغاء المؤتمر.

 

وكان معهد “غوتة” قد أعلن عبر تغريدة له على تويتر عن إلغاء دعوة الكرد بعد أن رأى أن مواقفه من نظام الاستعمار والأبارتهايد الاسرائيلي “ليست مقبولة” وبالتالي اعتبر المعهد أن الكرد “ليس متحدثاً مناسباً في المؤتمر”. على إثر ذلك، أعلن منسقا الجلسة التي كان من المفترض أن يشارك فيها محمد، وهما الفنانة والباحثة (Moshtari Hilal) والباحث (Sinthujan Varatharajah)، انسحابهما من فعاليات المؤتمر معلنين أن قرارات المعهد هذه عنصرية و”تفرض مناخاً من الرقابة المناهضة للفسطينيين”.

 

تبعت ذلك انسحابات عديدة منها انسحاب الكاتب محمد حنيف، والفنانة (Sarah Fartuun Heinze) و(Thomas Spies) والكاتبة الأمريكية (Ijeoma Oluo) والفنان (Zuher Jazmati) والكاتب والمحرر (Hanno Hauenstein) والباحثة (Dimitra Andritsou) والكاتبة (Esther Dischereit) والفنانة (İpek İpekçioğlu).

 

وثمنت الحركة “موقف المنسحبين، التي أعلنوا من خلالها رفضهم لعنصرية معهد غوتة ضد الفلسطينيين ولمحاولته نزع الشرعية عن النشطاء الفلسطينيين وعن حق أبناء شعبنا الفلسطيني الحر في النضال من أجل حقوقنا غير القابلة للتصرف”. وفي السياق، أصدر عدد من الفنانين رسالة مفتوحة نُشرت اليوم على موقع e-flux للرد على الجدل المستمر حول معرض دوكومنتا الخماسي المرموق للفن المعاصر في مدينة كاسل الألمانية، إذ أدانت المزاعم حول معاداة السامية التي تم توجيهها إلى القيمين والفنانين المشاركين في العرض.

 

وألغى منظمو معرض “دوكومنتا” (أحد أهم معارض العالم في الفن الحديث) سلسلة نقاشية تهدف إلى معالجة القضايا المتعلقة بمعاداة السامية والعنصرية والإسلاموفوبيا، إثر اتهامات منظمات صهيونية للمشاركين الفلسطينيين بـ “معاداة السامية”. زجاء ذلك قبيل إطلاق سلسلة نقاشية تهدف إلى معالجة القضايا المتعلقة بمعاداة السامية والعنصرية والإسلاموفوبيا.

 

وكان من المقرر عقد المحادثات على مدار ثلاثة أسابيع تبدأ في 7 مايو، وقد تم التخطيط لها كرد فعل على مزاعم معاداة السامية الموجهة ضد منظمي نسخة 2022. وتحت عنوان “نحن بحاجة إلى التحدث!”، كان من المقرر أن تضم سلسلة الأحداث والمتحدثين، إذ قالت “دوكومنتا” إنها اتخذت قرار “تعليق الحدث بالتشاور مع مختلف المشاركين”.

 

واتهمت منظمة يهودية ألمانية محلية فنانين مشاركين مختارين من أصول فلسطينية بأنهم “نشطاء مناهضون لإسرائيل”، بينما نفت دوكومنتا أن يكون إدراج هؤلاء الفنانين معاديًا للسامية ووصف الادعاءات بأنها “عنصرية ومدمرة”. ويشار إلى أنه قد أعلنت شرطة العاصمة الألمانية برلين، أنها قررت منع العديد من الأنشطة والمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لـ “إسرائيل”، والتي كان من المفترض إقامتها بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية.

 

ويشمل الحظر ما مجموعه خمس تجمعات مؤيدة للفلسطينيين اعتادت المجموعات الفلسطينية وأصدقاؤهم الألمان إقامتها كل عام. كما ينطبق هذا الحظر أيضًا بحسب الشرطة على كل حدث بديل حتى يوم الأحد (14 مايو/ أيار 2022). وبررت السلطات المختصة هذا المنع “خشية رفع شعارات تحريضية وأخرى معادية للسامية أو وقوع أعمال عنف”. وبررت شرطة برلين قرارها في تغريدة على تويتر: “أنه بعد تقييم جميع الظروف وتقييم جميع المصالح، تم حظر العديد من الاجتماعات التي تم الإعلان عنها في الأيام المقبلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى