كيف فقد نظام السيسي سيادته على معبر رفح؟

يستمر النظام المصري في تخاذله عن نصرة أهالي غزة، بل يستمر في تفريطه في سيادته بانصياعه لأوامر الاحتلال حول من يدخل ويخرج من معبر رفح.
وأكد السياسي المصري، سمير غطاس، أن موافقة الاحتلال الإسرائيلي لازمة قبل السماح لأي مصري أو مصرية وأطفالهم بالخروج من قطاع غزة إلى مصر، عبر معبر رفح الحدودي، وهو ما أثار من الجدل بين الناشطين حول سيادة مصر.
قال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن الاحتلال وحده هو من تتحكم في المعبر، ليس فقط فيما يدخل غزة بل ما ومن يخرج منها.
وتابع: “السفارة المصرية ترسل باسبورات المصريين في غزة لإسرائيل، عشان تشيك على الأسماء، إذا كان ليه علاقة بحماس ولا لأ، ولو ليه ميطلعش من القطاع”.
أثارت تصريحات غطاس، جدلًا واسعًا بين الناشطين المصريين، الذين تساءلوا عن سيادة مصر، على مواطنيها، وحدودها، خاصة أن معبر رفح يقع بين مصر وفلسطين، ولا دخل للاحتلال به.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير على أن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، يعمل بشكل طبيعي، بعد أنباء وشائعات عن إغلاقه، في الوقت الذي أكدت الولايات المتحدة أن إسرائيل ستسمح بعبور شاحنات المساعدات من خلاله.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، السبت، أن حافلات تحمل مسافرين من حملة الجوازات الأجنبية والمصرية والإقامات القطرية، بدأت في مغادرة قطاع غزة، عبر معبر رفح البري.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عبر بيان مقتضب، إن “معبر رفح الحدودي يعمل السبت بشكل طبيعي، وننفي الشائعات التي تتحدث عن إغلاق المعبر”.
جاء ذلك البيان بعد ساعات من صدور بيان عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قالت فيه إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أبلغتها، وكافة المنظمات والجهات العاملة في معبر رفح البري، بمنعها دخول شاحنات المساعدات من الجانب المصري إلى قطاع غزة، بدءًا من الجمعة وحتى إشعار آخر.
وتابعت أن الاحتلال الإسرائيلي أبلغتها بأنه يتوجب “تفريغ المعبر من الشاحنات الموجودة في الجانب الفلسطيني في أقرب وقت ممكن”.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إدخال 56 شاحنة مساعدات إلى مدينة غزة وشمالي القطاع، مما رفع عدد الشاحنات التي تم إرسالها إلى 310، منذ بداية الهدنة في 24 نوفمبر الماضي.
جدير بالذكر أن مسؤول مصري رفيع قد أكد أن مصر لا تمتلك أي قرار على معبر رفح وليس لديه أي معلومات عن متخذ قرار فتح المعبر فيما أكدت تقارير أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يسيطر على هذا القرار.
كما يستمر نظام السيسي في التضيق على النشطاء الداعمين لأهل غزة، حيث قامت الشرطة المصرية باعتقال وترحيل 4 ناشطين أجانب، من مجموعة “نشطاء دوليون من أجل فلسطين”.
فيما أكدت تقارير أن ذلك جاء على إثر تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية الخميس، قبل أن يتم ترحيلهم خارج البلاد.
يشار إلى أن ناشطين أجانب قد نظموا، الخميس، وقفة من أجل فلسطين أمام وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، وطلب 4 منهم الدخول إلى مقر الوزارة وتقديم رسالة موجهة إلى وزير الخارجية سامح شكري، للحصول على التصريح الأمني الضروري لقافلة “ضمير العالم” التي تضم أطباءً وصحفيين ومحامين وعمال إغاثة، للسفر إلى معبر رفح، بهدف تقديم مساعدات إنسانية أساسية وتخفيف العبء عن العمال الفلسطينيين المنهكين في جهود الإغاثة.
تجدر الإشارة إلى أن الناشطين الأربعة، هم: جون باركر الأمريكي الجنسية، وثلاثة آخرين منهم ناشطة أسترالية وأخرى أرجنتينية وآخر فرنسي.
جدير بالذكر أنهم قد وصلوا مصر للمشاركة في القافلة، وكونوا مع بعض النشطاء الأجانب الآخرين مجموعة مستقلة عن منظمي القافلة، بعدما تعثر تنظيمها بسبب عدم الحصول على التصاريح الأمنية.