كيف ساهمت سفارة الاحتلال في مصر في اعتقال الناشط رامي شعث؟
قال الناشط المصري الفلسطيني رامي شعث، منسق حركة المقاطعة في مصر، إن سفارة كيان الاحتلال الإسرائيلي بالقاهرة، طالبت السلطات المصرية باعتقاله، بسبب دوره الرافض لصفقة القرن؛ وذلك خلال حوار أجراه مؤخرًا حول ملابسات اعتقاله. وأوضح الناشط شعث، أنه تم إبلاغ والده السياسي الفلسطيني نبيل شعث، بشكلٍ واضح، عندما حاول التدخل للإفراج عنه، أن الناشط رامي أضر بعلاقة مصر مع “إسرائيل”، وكذلك بعض الحلفاء الآخرين، وأن السفارة الإسرائيلية طالبت باعتقاله، وفي بعض الأحيان قيل له إن هناك طرفًا إماراتيًا منزعجًا منه.
وأضاف شعث: “ليست لدي معلومات دقيقة أكثر، ولكن يبدو أن جميع الأطراف اتفقت على اعتقالي بعد دوري الرافض لـ”صفقة القرن” في الأشهر السابقة لاعتقالي لأنني كنت رافضًا لفكرة الاستيلاء على ما تبقى من فلسطين واستيطانها وطرد أهلها وإعطائهم حلولًا مالية، باعتبار أن الشعب الفلسطيني قد يقبل في لحظة ما بالحلول المالية أو التنمية في مقابل التخلي عن وطنه”. وفي السياق، قالت الحركة إن النضال المشترك ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وأنظمة الاستبداد وأذرع الاستعمار الجديد في المنطقة يتقاطع بشكل جوهري مع نضال الشعوب العربية النبيل من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية-الاقتصادية والحقوق السياسية والمدنية”.
قالت حركة المقاطعة: إنها تستنكر إجبار منسق الحملة الشعبية لمقاطعة “إسرائيل” في مصر، على التنازل عن جنسيته المصرية، كشرط للإفراج عنه، وذلك بعد 900 يومٍ من الاعتقال التعسّفي في ظروفٍ إنسانيّة صعبة.
وأضافت الحركة أنها “على ثقة بأن هذا الابتزاز لن يثني عزيمة الناشط رامي عن مواصلة النضال من أجل أوطان حرة”. ودعت الحركة، كافة المؤسسات الحقوقية العربية والدولية ولجان الأمم المتحدة ذات العلاقة، لتكثيف الضغط على السلطات المصرية لإزالة اسم شعث وكل من أضيف تعسّفياً عمّا تُسمّى بـ “قائمة الإرهاب”، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين دون قيدٍ أو شرط.
وشددت الحركة في بيانها، على أن “التأييد الواسع الذي تحظى به الحملة المصرية للمقاطعة من أطر حزبية ونقابية وأهلية وشعبية في مصر يعكس تأييد غالبية الشعب المصري الشقيق لمقاطعة “إسرائيل”؛ كونها العدوّ الأول للشعب الفلسطيني والشعب المصري وكافة شعوب المنطقة العربية”. وقال شعث في مقابلة في باريس مع وكالة الأنباء الفرنسية “مصر اليوم زنزانة كبيرة، وأنا كنت في زنزانة أصغر بكثير”. وأضاف “أصبحت دولة ترهيب بكل ما للكلمة من معنى”.
وشعث (خمسون عاما) هو أحد وجوه ثورة كانون الثاني/يناير 2011 المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، ومنسق “حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” (بي دي إس) ضد إسرائيل في مصر. وأوقفت السلطات الأمنية المصرية شعث في الخامس من تموز/يوليو 2019 في القاهرة بتهمة إثارة “اضطرابات ضد الدولة” ومساندة “منظمة إرهابية”. وقال شعث إن مئات الموقوفين الذين تشارك معهم زنزانات مكتظة “كانوا متهمين بالتهمة نفسها دون وجود أي دليل على صحتها”.وتابع “هي بضع كلمات لتبرير إبقائنا رهن الاعتقال”.
وأكد شعث أن معظم السجناء الذين كانوا معه البداية كانوا من ناشطي المجتمع المدني أو من مناصري جماعة الإخوان المسلمين التي تسلمت الحكم بين عامي 2012 و2013، قبل أن يطيح بها الجيش، وتصنفها الحكومة المصرية “إرهابية”. وتابع أنه مع مرور الزمن، وصل إلى الزنزانة سجناء جدد اعتقلوا لأسباب أكثر اعتباطية مثل ضغط “إعجاب” على منشور معين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعجب السلطات.