كيف حارب الفنانون العرب أفكار الاحتلال وتضامنوا مع القضية الفلسطينية؟

 

احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بموقف مغني الراب المصري، أحمد علي، الشهير “ويغز” وحرصه على دعم القضية الفلسطينية علنًا وفي مناسبات عدة، كان آخرها في الحفل الذي أحياه بالعاصمة الفرنسية باريس أمس، وسط تعليقات أثنت على تصرفه ووصفته بـ”فخر العرب”. ونشر “ويجز” صورته ملتحفًا بالعلم الفلسطيني على حسابه في إنستغرام، مؤكدًا سعادته بالحفل وجمهوره. في حين وجهت السفارة الفلسطينية في القاهرة الشكر للفنان المصري، معقبة “شكرا لأحرار العالم”.

وثمّن رواد مواد مواقع التواصل الاجتماعي موقف المغني الشاب وحرصه على دعم القضية الفلسطينية علنًا وفي مناسبات عدة، خاصة أنه يحظى بشعبية واسعة بين فئات من جيل الشباب وطلاب الجامعات والمدارس. وعلى عكس من أيدوا التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، جاءت مواقف بعض الفنانين مناهضة لفكرة السلام مع إسرائيل، وربما دفع بعضهم ثمن مواقفه الوطنية.

تحمس الفنان نور الشريف لإنتاج فيلم “ناجي العلي” عام 1992 من تأليف بشير الديك وإخراج عاطف الطيب، وهو الفيلم الذي قدم خلاله قصة الرسام الفلسطيني ناجي العلي، الذي اغتيل في لندن عام 1987، فيعود الفيلم للوراء حيث يسترجع المحطات التي مر بها في حياته، مثل زواجه وانتقاله للحياة في لبنان، ثم عمله فترة في الكويت، والعودة مجددا إلى لبنان أثناء فترة الحرب الأهلية. وفي لقاء نور الشريف مع السيناريست مدحت العدل في برنامج “أنت حر”، قال إنها كانت فترة مريرة في حياته، حيث تعرض للهجوم من فنانين كانوا أصدقاء له، حيث اتهموه بالحصول على 3 ملايين جنيه من منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يسانده من الأصدقاء سوى محمود ياسين وسمير صبري ويحيى الفخراني.

استمر عرض الفيلم في دور العرض أسبوعين فقط، وسُحب بعدها مباشرة، وظل ممنوعا من العرض 22 عاما، وعرض لأول مرة على التلفزيون المصري عام 2014، لينتصر نور الشريف الذي عاني من الناحية الفنية والمادية بعد الفيلم، نظرا لعدم عرض أفلامه في تلك الفترة. وقدم المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم أغنية “أنا بكره إسرائيل”، التي كانت سببا في شهرته وانتشاره في الوطن العربي، ولكنه عام 2007 قال إن سلسلة مطاعم عالمية شهيرة قامت بإلغاء تعاقدها معه بسبب الأغنية، التي اعتبروها معادية للسامية، بعد أن قدمت اللجنة اليهودية الأميركية شكوى احتجاجا على مشاركته في حملة إعلانية للمنتج، لكنه ظل فخورا بأغنيته الشعبية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل.

وأصدر عدد من الفنانين والسينمائيين المصريين بيانا يوم 5 أغسطس الجاري ضد مؤسسة “كلوز آب” التي تستهدف إقامة ورش عمل لإتاحة فرص إنتاج مشترك للأفلام التسجيلية بين مخرجين من البلاد العربية ودول أخرى -بينها إيران وأفغانستان وتركيا وإسرائيل- للشراكة مع منتجين من أوروبا. ووصف بيان نشرته المخرجة المصرية اللبنانية عرب لطفي على صفحتها بموقع فيسبوك ورشة العمل بأنها “محاولة جديدة لغرز الكيان الصهيوني داخل المشهد الثقافي والسينمائي لمنطقتنا”. واعتبر أن المؤسسة تستهدف تطبيع العلاقات الثقافية بين الفنانين العرب والإسرائيليين على غرار مؤسسة “غرين هاوس” الإسرائيلية التي توقف نشاطها عام 2017 بعدما فشلت في اجتذاب كثير من الفنانين العرب.

وقال الموقعون على البيان إن الورشة المزمع عقدها تستهدف “تعزيز وجود دولة العدو داخل المشهد الثقافي والسينمائي في منطقتنا، ليس باعتبارها كيانا استعماريا، ولكن ككيان طبيعي يدخل في علاقات ثقافية مع بلاد الجوار”. ودعوا السينمائيين في البلاد العربية -التي يشملها نظام المؤسسة الجديدة- إلى رفضها وفضح دورها وعدم التعاون معها بأي شكل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى