تحت شعار “لا للتطبيع”.. كيف تواصل حركات المقاطعة في مصر محاربة أي تحالف مع الاحتلال؟
أعلنت أحزاب مصرية معارضة رفضها القاطع لإقامة أي تحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. وجاء ذلك في اجتماع نادر في مقر حزب الكرامة بالقاهرة، تحت عنوان “مؤتمر اللجنة الوطنية لنصرة فلسطين، لرفض سياسة التحالفات العسكرية والتطبيع مع العدو الصهيوني”. وقال رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، محمد النمر: “إن التطبيع ليس ورقة يوقع عليها أي شخص، التطبيع مع الكيان الصهيوني هو الفساد”، مشيرا إلى أن “فلسطين تحتاج أمة عربية قوية”.
فيما قلل الأمين العام لحزب الكرامة محمد بيومي من شأن الحديث عن تلك التحالفات “التي لا تنتمي للواقع”، مؤكدا أنه غير قلق من الحديث عن مثل تلك التحالفات التي تم إسقاطها قبل إنشائها. وأوضح أن “الرهان على الشعوب العربية وليس الأنظمة، وأن الحركة الوطنية المصرية تستطيع أن تسقط أي تحالفات مشبوهة لا تعبر إلا عن من صنعوها”.
بدورها، أكدت الناشطة السياسية وعضو الحزب الاشتراكي المصري، كريمة الحفناوي، أن الشعوب العربية “قادرة على إفشال كل الأحلاف المشبوهة”، وقالت: “لا للتطبيع، ولا أي أحلاف تتم مع الصهيونية، وبنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل”. وقبل أيام، أعلنت “الحركة المدنية الديمقراطية المصرية” رفضها القاطع والنهائي للمشاركة في أي مشروعات للدفاع الجماعي العربي تحت القيادة الأمريكية وبمشاركة الكيان الصهيوني، وذلك أياً كانت مُسمياتها أو ذرائع ترويجها.
واعتبر البيان أن تخلي أطراف عربية عن مبدأ الدفاع الجماعي العربي، واستبدال تحالفات عسكرية مع الكيان الصهيوني تحت رعاية أمريكية، “لا يضمن الأمن لهذه الأطراف العربية بقدر ما يُحقق مصالح ضخمة للكيان الصهيوني تجعله في مركز القيادة الاستراتيجية المُنفردة، والمُهيمنة، للمنطقة، سواء بالأصالة عن نفسه أو بالوكالة عن القوة العظمى الأمريكية”. وفيما يتعلق بالخلاف العربي الإيراني وطريقة معالجته، شدد البيان على أن الحركة “على يقين من وجود فرص كثيرة للتفاهم العربي الإيراني علي كل الأصعدة وفي كل الجبهات، بعيداً عن المطامح الإيرانية والأطماع الصهيونية والأولويات الأمريكية”، داعية الدول المعنية إلى “استكشاف تلك الفرص وإحياء سياسات الصداقة وحُسن الجوار”.
أكد السياسي المصري والمتحدث باسم الجبهة الوطنية للتغيير سابقا، سمير عليش، أنه “لا يمكن التحالف مع إسرائيل بأي حال من الأحوال مهما حاولوا تجميل صورة هذا التحالف؛ لأن الخلاف مع هذا الكيان هو خلاف وجودي وليس خلافا سياسيا، فهي دولة احتلال ومطامعها من النيل للفرات”. ووصف في تصريحات لـ”عربي21″ دولة الاحتلال بأنها “صهيونية عالمية معتدية على فلسطين وعلى حقوق الفلسطينيين، ولا يمكن نجاح أي مشروع عسكري معها، ونرفض كما يرفض الشعب المصري والشعوب العربية التطبيع مع دولة الاحتلال”.
وإذا ما كان هذا الرفض نابعا من قناعات أفكار ومبادئ الأحزاب المشاركة في الحركة المدنية أو لأن التحالف مع دولة الاحتلال يضر بالأمن القومي المصري، أكد عليش أن “التحالف بالأساس، رغم أنه لا يتوافق مع قناعاتنا ومبادئنا، إلا أنه يضر بالأمن القومي المصري، وجود إسرائيل المعادية في حد ذاته يضر بالأمن القومي المصري والعربي”. ورأى السياسي المصري أن “مصر غير مضطرة للدخول في أي أحلاف عسكرية بمشاركة الكيان الصهيوني ضد إيران، لأن مصر ليست في عداء معها، بل بالعكس لطالما كانت هناك مشروعات مشتركة بين البلدين اقتصادية وتجارية، والحلول الدبلوماسية كفيلة بتبريد أي أجواء متوترة مع دول الخليج، ولا أظن أنهم قادرون على تحمل أي أزمة عسكرية بين إسرائيل وإيران ويكونون هم طرفا فيها”.