كيف تعرقل حركات المقاطعة باليونان التعاون الاستراتيجي والعسكري مع الاحتلال؟

تؤثر حركات المقاطعة في الدول الأوروبية على العلاقات بين دولها وبين الاحتلال، لوقف الاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني، حيث قالت حركة المقاطعة في اليونان إن من أهم حملات حركة المقاطعة حملة مقاطعة “إسرائيل” العسكرية، أي حظر الصادرات العسكرية والواردات منها وإليها، وهي حملة لها أهمية خاصة لليونان بسبب التعاون الاستراتيجي والعسكري الوثيق لليونان، الذي يتسع باستمرار مع الدولة العسكرية الإسرائيلية.
وأضافت الحركة في بيان لها: “العديد من الشركات المتعددة الجنسيات والحكومات من خلال الدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه لصناعة الحرب والتحقيقات العسكرية في “إسرائيل” ساهمت في السيطرة القمعية غير المعقولة ضد الشعب الفلسطيني المحتل”.
وأوضحت “تستخدم “إسرائيل” قدراتها الأمنية والتكنولوجيا لبناء الجدران، وتعزيز المراقبة والسيطرة على المواطنين الفلسطينيين، وتمكين التنميط العنصري، والممارسات العنصرية من قبل قوات القمع، وانتهاك حقوق السكان الاصليين والمهاجرين والمدافعين عن حقوق الانسان”، وشددت “من المهم أن ندرك مدى التأثيرات على بلدنا والشعب اليوناني من التعاون العسكري الوثيق واستخدام اساليب وتكنولوجيات القمع الاسرائيلية، وبالتالي الحاجة إلى مقاطعة “إسرائيل” العسكرية.
وكان قد أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه يشارك إلى جانب القوات المسلحة الإماراتية في مناورات جوية ضخمة باليونان، لمحاكاة معارك وضربات جوية كبيرة وعمليات إنقاذ، ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن الجيش قوله: “التدريبات تهدف إلى محاكاة مجموعة متنوعة من السيناريوهات، بما في ذلك القتال الجوي، وضربات على أهداف برية، وتجنب الهجمات من صواريخ أرض جو”.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن هذه التدريبات علامة بارزة “في التعاون الدولي الاستراتيجي بين القوات الجوية الإسرائيلية والدول المختلفة، من خلال تعزيز المصالح المشتركة”، وقالت الصحيفة إن هذه المناورات المشتركة مع الإمارات ليست الأولى، لكنها تمثل حالة نادرة للتعاون العسكري المفتوح، بعد اتفاق التطبيع بين الجانبين.
ويشار إلى أنه أعلنت وزارة الجيش الإسرائيلية، أنها وقعت مع اليونان أكبر صفقة بين الجانبين في مجال السلاح، وبحسب صحيفة “جورزاليم بوست”، وقعت “إسرائيل” واليونان أكبر اتفاقية “مشتريات دفاعية” اليوم الأحد، إذ وقع سلاح الجو اليوناني اتفاقية ستقوم بموجبها شركة “Elbit Systems” الإسرائيلية بإنشاء وتشغيل مركز تدريب الطيران الدولي للقوات الجوية اليونانية على مدار 22 عامًا.
وقال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس: “اتفاق التعاون هذا يعتمد على تميز الصناعة الدفاعية الإسرائيلية والعلاقات القوية بين مؤسسات “الدفاع” في اليونان و”إسرائيل”، وأضاف: “أشكر وزير الدفاع اليوناني، نيكولاوس باناتوبولوس، على الترويج للاتفاقية، التي ناقشناها في الاجتماع الثلاثي الأخير الذي عقد في قبرص. أنا على يقين من أن هذا البرنامج سيرفع القدرات ويعزز اقتصاد إسرائيل واليونان، وبالتالي فإن الشراكة بين بلدينا سوف تتعمق على المستويات الدفاعية والاقتصادية والسياسية”، من جهتها، قالت شركة “Elbit” إنها ستزود اليونان بطائرات تدريب جديدة من طراز “M-346” وستحافظ على أسطول التدريب الكامل للقوات الجوية اليونانية، الذي يضم عشرات الطائرات من طراز “M-346 “و “T-6″،، بحسب “رويترز”.
وقالت حركة المقاطعة في اليونان “نحن نؤمن بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة الى بيوته وممتلكاته”، مطالبة بإنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري في القرن الحادي والعشرين الذي تحافظ عليه “إسرائيل”، وأضافت حركة المقاطعة في اليونان، في بيان لها، “نطالب بمحاسبة المسؤولين عن ادامته ومن يدعمونه ويحرضونه ويربحونه، ونحن نتكاتف في ميدان عمل مشترك من أجل عالم بدون جدران لصالح الحرية والعدالة والمساواة”.
واكدن “نحن نؤمن بالحق في تحريك الشعوب ووجوب الدول لضمان سلامة الافراد ودخولهم، وكذلك احترام حقوق الانسان لجميع الشعوب في الحركة، وأن الحرب على الهجرة لا تسفر عن انتهاكات صارخة لحقوق الانسان فحسب، ولكنها أيضا تعمل كشخص دخان لحقيقة أن سياسات الاتحاد الاوروبي لمكافحة الهجرة هي جريمة نظامية”، وأشارت إلى أن “عسكرة المجتمع وحدودنا والبحر المتوسط من أجل ترسيخ سياسات الاتحاد الاوروبي التي تعزز عدم المساواة والاستبعاد يجب أن تتوقف، والان اكثر من اي وقت مضى نحن بحاجة إلى الرعاية الصحية وليس للحرب، والسياسات التي من شأنها إعادة توزيع الموارد للشعوب وليس توجيهها إلى الأسلحة”.