كيف تسعى شركات الاحتلال لاختراق دول عربية من خلال تقنيات المياه وألعاب الأطفال؟
ذكر تقرير لشبكة i24NEWS الإسرائيلية أنه وسط تفاقم أزمة المياه في الشرق الأوسط، بدأت شركات إسرائيلية تعتمد تكنولوجيا المياه المتقدمة، بتنفيذ مشاريع في بعض أنحاء المنطقة. وركز التقرير على نشاط شركة “واترجين” الإسرائيلية التي تعتبر إحدى شركات المياه الرائدة في العالم. مؤسسها رجل أعمال يهودي روسي يدعى ميخائيل ميريلاشفيلي، والشركة طورت مولدات خاصة تمكنها تحويل الهواء إلى مياه صالحة للشرب.
وتسعى “واترجين” لنشر تلك المولدات في دول عربية على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية أو اتفاقيات سلام مع إسرائيل. وقال التقرير: “على الرغم من التوتر القائم بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، تنشر الشركة أجهزة لاستخراج المياه في مدينة خان يونس، إذ تشير واترجين إلى أن إقامة هذه الأجهزة تمت بالتنسيق مع الأطراف المسؤولة من كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فغزة تعاني من أزمة حقيقية في المياه الصالحة للشرب، فقط 3 في المئة من مياه غزة تتوافق مع معايير المياه الدولية وفق تقارير الأمم المتحدة”. وأشار التقرير إلى أن “غزة ليست الساحة العريبة الوحيدة التي تنشط بها الشركة، فقد وصلت تكنولوجيا واترجين إلى ما اعتبرت حتى نهاية العقد الماضي عاصمة تنظيم داعش، محافظة الرقة السورية، وذلك بالتعاون مع قوات قسد الكردية التي باتت تسيطر على المنطقة الواقعة في شمال سوريا”.
وفي السياق، مثل سائر أقرانه طلب الطفل المصري ذو التسعة أعوام إياد محمد من أبيه شراء لعبة في أول أيام عيد الفطر، وهو ما نفذه الوالد على الفور، لكن ذلك لم يضف البهجة المتوقعة على طفله. فوجئ الأب محمد فؤاد أن اللعبة المستوردة التي اشتراها لابنه بقيمة 50 جنيها (ما يعادل 3 دولارات) مطبوع عليها بشكل بارز نجمة داود وهي أبرز رموز الديانة اليهودية.
أعاد فؤاد اللعبة إلى المتجر الذي اشتراها منه، وما استرعى انتباهه أن البائع لم يجادله كعادة البائعين في مثل تلك الحالات، بل لبّى طلبه فورا في استرداد ماله وإعادة اللعبة. وأوضح فؤاد -في تصريحات صحفية- أنه لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليحذر الآباء من اللعبة المنتشرة في الأسواق، كونها تمثل خطرا كبيرا على الأطفال من وجهة نظره، مضيفا أن الكيان الصهيوني يسعى لترسيخ وجوده بين الأجيال الجديدة بمثل تلك الوسائل، حسب اعتقاده.
خبر وجود لعبة منقوش عليها نجمة داود في الأسواق المصرية لقي تفاعلا واسعا لدى رواد منصات الإعلام الاجتماعي، فحذر بعضهم من خطورة اعتياد الأطفال رؤية رموز دينية يهودية لأن ذلك سيمتد بالوقت إلى تقبل الوجود الصهيوني في محيطهم، واصفين الأمر بدسّ السم في العسل. في حين رأى آخرون أن التطبيع السياسي والاقتصادي مع إسرائيل مخاطره أكبر من لعبة للأطفال تباع بالأسواق.
وفي الأثناء، تكرر تساؤل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن هوية مستورد مثل هذه اللعبة المثيرة للجدل، وهل يدرك خطورة الأمر أم إنه فعلها بحسن نية. وأمام التفاعل عبر المنصات الاجتماعية حول اللعبة المنتشرة في الأسواق، تحركت شعبة الأدوات الكتابية وألعاب الأطفال بالغرفة التجارية المصرية مطالبة بوقف استيراد اللعبة وسحب الكميات المعروضة منها بالسوق المحلية. وقال سكرتير شعبة الأدوات الكتابية وألعاب الأطفال العام بالغرفة التجارية، بركات صفا، إن اللعبة محل الجدل مستوردة من دولة الصين والكميات الموجودة منها في الأسواق المصرية ليست كبيرة. وأوضح صفا -في تصريحات صحفية- أن الغرفة التجارية ستبحث عن مستورد هذه اللعبة.