كيف تستخدم “بيغاسوس” للتجسس على الفلسطينيين؟
تعد شركة “NSO” إحدى أشهر شركات الاحتلال، وهي المسؤولة عن تطوير برنامج “بيغاسوس” للتجسس الذي استخدمته العديد من الحكومات للتجسس على نشطاء حقوق الإنسان واعتقالهم، وأدانت منظمات لحقوق الإنسان قرصنة ستة مدافعين فلسطينيين عن حقوق الإنسان باستخدام برنامج تجسس Pegasus التابع لمجموعة NSO،وقالت هذه المنظمات في بيان مشترك “هذا الهجوم هو جزء من هجوم أوسع على المجتمع المدني الفلسطيني، ويثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت السلطات الإسرائيلية متورطة في الاستهداف”.
وأضافت “ثلاثة من المدافعين عن حقوق الإنسان المستهدفين ينتمون إلى مجموعات المجتمع المدني الفلسطينية البارزة التي صنفتها السلطات الإسرائيلية مؤخرًا على أنها منظمات إرهابية”، وأقدم مدير شركة NSO الإسرائيلية، المطورة لبرنامج “بيغاسوس” للتجسّس، شاليف حوليو، على اتهام قطر وحركة المقاطعة بالوقوف خلف الحملة التي فضحت الشركة، ببيعها برنامجها هذا لعدة دول، بغرض التجسس على ساسة وصحفيين، بزعم عملهم من أجل “النيل من الشركة وقطاع السايبر الإسرائيلي”.
وزعم هذا المسؤول الإسرائيلي أن كلا من قطر وحركة المقاطعة “لا يريدون أن تصل البوظة إلى “إسرائيل”، أو أن تصدر “إسرائيل” التكنولوجيا”، وكان بذلك يتحدث بعد الكشف عن فضيحة شركته، وقرار شركة أمريكية بعدم ترويج منتجات المثلجات الخاصة بها في المستوطنات، بضغط من حركة المقاطعة، وذلك بربطه الملفين ببعضهما البعض، في شن الهجوم على خصوم بلاده.
وجاء ذلك بعدما كشف موقع “إمارات ليكس” أن مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد تواصل بشكل مكثف خلال اليومين الماضيين مع إدارة شركة NSO الإسرائيلية لتنسيق المواقف معها عقب فضيحة نشر التحقيق الدولي حول أنشطة الشركة، وكشف موقع “إمارات ليكس” أن مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد تواصل بشكل مكثف خلال اليومين الماضيين مع إدارة شركة NSO الإسرائيلية لتنسيق المواقف معها ونقل الموقع عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن طحنون حرض إدارة الشركة الإسرائيلية على تصوير التحقيق الدولي على أنه استهداف لإسرائيل يقف خلفه دولة قطر ونشطاء فلسطينيون لتقليل حدة رد الفعل الدولية.
وفي السياق، كشفت تسريبات جديدة في إطار تحقيق صحافي دولي تنشره 17 مؤسسة إعلامية دولية بتعاون مع مؤسسة ” Forbidden Stories” حول استخدام برمجيات NSO الاسرائيلية للتجسس “بيغاسوس” (Pegasus) أن المغرب حاول التنصت على 10 آلاف رقم هاتفي مُستعينًا بـ ”مشغل” تابع للدولة.
وبحسب تسريبات حصلت عليها مؤسسة Forbidden Stories وشاركتها مع 17 مؤسسة إعلامية، على رأسهم “الغارديان” البريطانية، و”واشنطن بوست” الأمريكية، و”لوموند” الفرنسية ومؤسسة “درج” الناطقة بالعربية، فإن أكثر من 10 آلاف رقم حاول التنصّت عليهم مشغّل تابع لدولة المغرب التي اشترت برنامج التجسّس الشهير “بيغاسوس” من شركة NSO الإسرائيليّة، ويُشارك في هذا المشروع الاستقصائي، الذي أصبح يعرف بـ “فضيحة بيغاسوس”، أكثر من 80 صحافيًا من 17 مؤسسة صحافيّة في 10 دول حول العالم، تقوم بتنسيقه منظّمة Forbidden Stories بمساعدة تقنيّة من Amnesty International’s Security Lab.
وفي السياق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلًا عن مسؤولين حكوميين وآخرين مطلعين على العقود الموقعة بين الشركات الإسرائيلية والسعودية، بأن “إسرائيل” سمحت بشكل سري لمجموعة من شركات المراقبة الإلكترونية، بالعمل لصالح حكومة المملكة، وذكرت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي شجع شركاته للعمل مع السعودية، متجاهلا المخاوف من أن المملكة كانت تسيء استخدام برامج التجسس الإسرائيلية لسحق معارضيها في الداخل والخارج.
وأوضحت أن حكومة الاحتلال شجعت شركة “NSO” وشركتين إضافيتين للعمل مع السعودية، رغم مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، ولفتت إلى أن حكومة الاحتلال منحت ترخيصا جديدا لشركة رابعة للعمل مع السعودية، متجاوزة المخاوف المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، وفقا لمسؤول إسرائيلي كبير وثلاثة أشخاص مرتبطين بتلك الشركات، وبيّنت أنه منذ ذلك الوقت، استمرت السعودية في استخدام برامج التجسس لمراقبة النشطاء المعارضين السياسيين.