كيف تسبب مهرجان سيدني بفضح جرائم الاحتلال وزيادة الوعي بالقضية الفلسطينية في استراليا؟

وقّعت 10 منظمات ومعابد دينية يهودية، وأفراد من الجالية اليهودية، في الولايات المتحدة الامريكية، بياناً يدعو إلى مقاطعة مهرجان سيدني للموسيقى في أستراليا. وأعلنوا خلال عريضة إلكترونية، رفضهم لاستمرار سياسات الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وجاء في العريضة: “نحن نشهد لحظة عظيمة في سياسة التضامن مع فلسطين عبر الدعوة إلى مقاطعة مهرجان سيدني بسبب تبرع السفارة الإسرائيلية في أستراليا بمبلغ 20 ألف دولار”.

 

وجاء في العريضة أن هذا التبرع “جزء من برنامج دعاية إسرائيلي تسعى من خلاله لاستغلال الفن كأداة لصرف الانتباه عن العنف الإسرائيلي والمعاملة القمعية للفلسطينيين”. وتضمنت: “لا يمكننا السماح لهذا الاستغلال الفني بالعمل على النحو المنشود، بدلاً من التزام الصمت، نريد أن نقول بصوت عالٍ: لا يمكن السماح باستمرار الفصل العنصري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني والاحتلال، وكذلك البرنامج الدولي للدعاية الإسرائيلية الذي يسعى إلى إعفائها من أي شكل من أشكال المساءلة”.

 

وانسحبت عشرات الفرق والمنظمات الفنية، من مهرجان سيدني للموسيقى، بسبب صفقة رعاية مع السفارة الإسرائيلية، وسط دعوات للمقاطعة. وتأتي الاحتجاجات، التي يدعمها تحالف من المنظمات العربية والمناصرين للفلسطينيين وفنانين وأكاديميين متنوعين، ضد صفقة رعاية تزيد عن 20 ألف دولار لتقديم إنتاج لمصمم الرقصات الإسرائيلي، أوهاد ناهرين، من قبل شركة سيدني للرقص.

 

ومن بين المنسحبين مؤخراً من المهرجان، الذي بدأت فعالياته في السادس من الشهر الجاري، المغني الأسترالي هوب ديفتيروس، والفنانة كارلا ديكنز، والفنان الكوميدي توم بالارد، ومصمم الأزياء غيرواين دافيس، وغيرهم العشرات من الفرق الفنية والفنانين. وفي السياق، استقال عضو مجلس إدارة مهرجان سيدني، بنيامين لو، بعد رفض المهرجان إنهاء صفقة رعاية بقيمة 20 ألف دولار مع السفارة الإسرائيلية.

 

في بيان صادر عن لو، قال المؤلف وكاتب السيناريو إن استقالته كانت بسبب الولاء لزملائه الفنانين، الذين وُضِعوا في موقف ليس من صنعهم. وقال “على الرغم من أنني لا أستطيع التحدث باسم مجلس الإدارة أو المهرجان، فأنا شخصيًا آسف لفناني مهرجان سيدني والعاملين في مجال الفنون لأنكم وُضعتم في وضع للاختيار بين العمل والقيم”.

 

وأضاف “إنه لمن دواعي التواضع أن نرى بعضكم ينسحب تضامنًا مع الفلسطينيين، لقد كان من الملهم أن نرى بعضكم يثابر في ظروف صعبة للغاية، ولقد كان من المحزن أن نرى بعضكم يشعر أنه ليس أمامه خيار سوى الانسحاب”. وأعلنت فرقة الرقص الأسترالية المحلية واسمها ” Jurrungu Ngan-ga” انسحابها من مهرجان سيدني، وذلك بسبب قبول المهرجان تمويلًا إسرائيليًا من أجل إنتاج فني لمصمم رقصات إسرائيلي، وذلك وسط دعوات من حركة المقاطعة في أستراليا لمقاطعة المهرجان. وقالت الفرقة “اتخذنا هذا القرار في ضوء إجراءات مهرجان سيدني للسعي والاحتفاظ بتمويل من دولة “إسرائيل”.

 

وأوضحت الفرقة “تقع على عاتقنا مسؤولية ضمان أن الأصوات القوية داخل Jurrungu Ngan-ga: First Nations Australia ، والأشخاص الذين يلتمسون اللجوء جنبًا إلى جنب مع الفنانين المتحالفين من خلفيات متنوعة يمكنهم الأداء بوضوح، وذلك سواء فيما يتعلق بالروح أو العمل الجيد”. وذكرت “نطلب بكل احترام أن يراجع المهرجان قرارهم بإعادة التمويل من أجل الوئام المجتمعي والسلامة الثقافية للفنانين ومصلحة جمهورنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى