كيف تزايد التأييد للقضية الفلسطينية داخل المجتمع الأمريكي؟

أظهرت دراسة تحليلية أجراها مركز الدراسات السياسية والتنموية تنامي التأييد للقضية الفلسطينية، الذي ظهر بشكل واضح مع تصاعد العدوان على قطاع غزة والقدس الصيف الماضي، ومدى تحول الثقل السياسي في الحزب الديمقراطي بشأن القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، ويعود هذا التعاطف لعدة أسباب أهمها: التنوع ديمقراطي في الكونغرس، وضغط الشارع، والرأي العام العالمي والإعلام، والمشاهير، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” و”إنستغرام” و”تليغرام”، بالإضافة إلى انقسام الحزب الجمهوري.
وأوضحت الدراسة أن “الاشتباكات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كشفت مدى تحول الثقل السياسي في الحزب الديمقراطي بشأن القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة”. ويقول خبير استطلاعات الرأي جيمس زغبي، الذي طالما عارض المواقف الأمريكية بشأن الشرق الأوسط: إن “هذا التحول جذري ومزلزل، ويزيد تعاطف الأجيال الأصغر مع الفلسطينيين، وهذه الهوة العمرية أصبحت واضحة تماما داخل الحزب الديمقراطي”.
وفي السياق، أكد الرئيس التنفيذي لـ “أصدقاء الجيش الإسرائيلي” في الولايات المتحدة (FIDF)، ستيفن ويل، أنه “في عام 2014، خلال الحرب في غزة، توفر لدينا 58 ألف متبرع من يهود الولايات المتحدة للجيش، لكن هذا العدد آخذ في الانخفاض كل عام، حتى وصل أخيرا إلى 22 ألف متبرع فقط، وهدفنا هو إعادة عدد المتبرعين في السنوات القادمة”.
وأضاف بحسب صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “الإشكاليات التي تواجهنا مع اليهود الأمريكيين تكمن في عقليتهم، فهناك أعضاء كونغرس يهود في الولايات المتحدة لم يفكروا أبدا بزيارة “إسرائيل”، واليهودي الأمريكي العادي يفكر بطلاق كارداشيان وجوائز أوسكار ورياضة السوبر بول؛ وليس بمشاكل الخليج العربي وإيران والصين وروسيا، وهناك صعوبة أخرى حول الشباب اليهودي الأمريكي، تتمثل في حقيقة أنهم أقل حماسا لدعم منظمة مرتبطة بالجيش الإسرائيلي”.
واعتبر أن “هذا تحد حقيقي يثير قلقي، والمزيد من الأخبار غير السارة، فكثير من الأمريكيين اليهود ليس لديهم أسماء عبرية، وعلى عكس الأرثوذكس الذين نجحوا بالحفاظ على اليهودية، ممن يهتمون بـ “إسرائيل”، فإن معظم اليهود الأمريكيين يحتفظون بمعدل ولادة منخفض للغاية 1.3 طفل لكل امرأة، أما في “إسرائيل” فيبلغ العدد 3.1، وفي النهاية يزداد عدد اليهود في “إسرائيل”، وفي الولايات المتحدة يتقلصون، وهذا جزء من التحدي”.
وأكد أن “اليهودي العادي في أمريكا تحت سن الخمسين لا يشعر بمشاعر إيجابية تجاه “إسرائيل” وجيشها، والوضع متشائم ومعقد للغاية، ففي 2019 طرأ انخفاض بحجم التبرعات المقدمة لصالح الجيش، وانسحب ذلك على عام 2020، حيث لم يكن الوضع مشرقا، واستمرت التبرعات بالانخفاض، رغم أن جمع الأموال يتطلب الكثير من الاتصالات، والنقاش عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والعمل الميداني وأكثر من ذلك”.
وأشار إلى أن “سبب انخفاض عدد المتبرعين للجيش الإسرائيلي، يعود إلى حالة وباء كورونا الذي أسهم كثيرا في تخريب جهودنا لجمع التبرعات، ولا يساعدنا في تجنيد المزيد من الداعمين، رغم أننا نواجه صعوبات في توفير الاحتياجات اللازمة للعديد من الجنود الإسرائيليين المنغلقين في القواعد العسكرية، وهناك أيضا جنود منفردون، ليس لديهم عائلات تغسل لهم، أو تطبخ لهم وجبة ساخنة”.