كيف تراجع الدعم اليهودي للاحتلال من الولايات المتحدة والدول الأوروبية؟

 

أعربت أوساط إسرائيلية عدة عن قلقها من حالة التمدد التي تعيشها حركة المقاطعة، لاسيما في القارتين الأمريكية والأوروبية، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الماكنة الدعائية الإسرائيلية بث تحريضها ضد حركة المقاطعة العالمية، ويرى كيان الاحتلال أن تمدد حركة المقاطعة يشكل تضييقاً للخناق عليها في مناطق نشأت فيها من الأساس، في ضوء صعود أجيال غربية باتت تشكك بوجود “إسرائيل”، تأثراً بجهود حركة المقاطعة.

وادعى الرئيس التنفيذي لمنظمة الجالية الإسرائيلية الأمريكية (IAC)، شاحام نيكولا، أن “تنامي حركة المقاطعة يتزامن مع صعود معاداة السامية في الولايات المتحدة، بسبب صعود الروح المعادية لـ “إسرائيل” في الولايات المتحدة، وهي متخفية في صورة كراهيتها”، وأضاف أن “تنامي معاداة “إسرائيل” في الولايات المتحدة بات يتمثل في إدراج محتوى BDS في المناهج المدرسية والجامعية، والموقف الرافض لسلوك “إسرائيل” بسبب الوضع السياسي السائد في “إسرائيل” ومع الفلسطينيين.

واعتبر أن ذلك “رغم أن الإسرائيليين الذين يعيشون في الولايات المتحدة لم يعودوا مواطنين يعيشون على هامش الأوضاع الأمريكية، بل باتوا جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة ليهود أمريكا الشمالية، لكن عددا قليلا من المنظمات اليهودية على استعداد للنزول إلى الشوارع لتأييد “إسرائيل”، وأكد الرئيس التنفيذي لـ “أصدقاء الجيش الإسرائيلي” في الولايات المتحدة (FIDF)، ستيفن ويل، أنه “في عام 2014، خلال الحرب في غزة، توفر لدينا 58 ألف متبرع من يهود الولايات المتحدة للجيش، لكن هذا العدد آخذ في الانخفاض كل عام، حتى وصل أخيرا إلى 22 ألف متبرع فقط، وهدفنا هو إعادة عدد المتبرعين في السنوات القادمة”.

وأضاف بحسب صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “الإشكاليات التي تواجهنا مع اليهود الأمريكيين تكمن في عقليتهم، فهناك أعضاء كونغرس يهود في الولايات المتحدة لم يفكروا أبدا بزيارة “إسرائيل”، واليهودي الأمريكي العادي يفكر بطلاق كارداشيان وجوائز أوسكار ورياضة السوبر بول؛ وليس بمشاكل الخليج العربي وإيران والصين وروسيا، وهناك صعوبة أخرى حول الشباب اليهودي الأمريكي، تتمثل في حقيقة أنهم أقل حماسا لدعم منظمة مرتبطة بالجيش الإسرائيلي”.

واعتبر أن “هذا تحد حقيقي يثير قلقي، والمزيد من الأخبار غير السارة، فكثير من الأمريكيين اليهود ليس لديهم أسماء عبرية، وعلى عكس الأرثوذكس الذين نجحوا بالحفاظ على اليهودية، ممن يهتمون بـ “إسرائيل”، فإن معظم اليهود الأمريكيين يحتفظون بمعدل ولادة منخفض للغاية 1.3 طفل لكل امرأة، أما في “إسرائيل” فيبلغ العدد 3.1، وفي النهاية يزداد عدد اليهود في “إسرائيل”، وفي الولايات المتحدة يتقلصون، وهذا جزء من التحدي”.

وأكد أن “اليهودي العادي في أمريكا تحت سن الخمسين لا يشعر بمشاعر إيجابية تجاه “إسرائيل” وجيشها، والوضع متشائم ومعقد للغاية، ففي 2019 طرأ انخفاض بحجم التبرعات المقدمة لصالح الجيش، وانسحب ذلك على عام 2020، حيث لم يكن الوضع مشرقا، واستمرت التبرعات بالانخفاض، رغم أن جمع الأموال يتطلب الكثير من الاتصالات، والنقاش عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والعمل الميداني وأكثر من ذلك”.

وأشار إلى أن “سبب انخفاض عدد المتبرعين للجيش الإسرائيلي، يعود إلى حالة وباء كورونا الذي أسهم كثيرا في تخريب جهودنا لجمع التبرعات، ولا يساعدنا في تجنيد المزيد من الداعمين، رغم أننا نواجه صعوبات في توفير الاحتياجات اللازمة للعديد من الجنود الإسرائيليين المنغلقين في القواعد العسكرية، وهناك أيضا جنود منفردون، ليس لديهم عائلات تغسل لهم، أو تطبخ لهم وجبة ساخنة”، وقالت عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية مينيسوتا بيتي ماكولوم، إنها بصدد تقديم مشروع قانون يهدف إلى الدفاع عن حقوق الإنسان للأطفال والأسر الفلسطينية، الذين يعيشون في ظل الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

وتربط وثيقة مشروع القانون مساعدات الولايات المتحدة المقدمة للاحتلال الإسرائيلي، باحترامها حقوق الشعب الفلسطيني، ودعت ماكولوم في رسالة منفصلة، أعضاء الكونغرس الملتزمين بتعزيز حقوق الإنسان والسلام والعدالة للفلسطينيين، إلى أن يشاركوا برعاية هذا القانون، الذي يحظر استخدام الأموال الممنوحة لـ “إسرائيل” من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في حالات عدة.

وأوضحت أن الحالة الأولى تتمثل في الاعتقال العسكري أو الإساءة أو سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين أو الاعتقال العسكري الإسرائيلي، والثانية دعم مصادرة وتدمير الممتلكات والمنازل الفلسطينية بما ينتهك القانون الدولي الإنساني، والثالثة أي دعم أو مساعدة لضم “إسرائيل” أحادي الجانب للأراضي الفلسطينية في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، ويحظى القانون بدعم واسع من ممثلي تحالفات تضم عشرات الكنائس الأمريكية وحركتي “جي ستريت”، وأصوات يهودية من أجل السلام، وعدة مؤسسات فلسطينية أمريكية، بينها: حركة عدالة، والمنظمة الحقوقية لفلسطين، ومنظمات للمسلمين، بينها مؤسسة مسلمون أمريكيون من أجل فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى