كيف تحاول حركات الاحتلال في الخارج إسكات النشطاء الفلسطينيين بسبب فضح جرائمهم؟

رضخت الحكومة الكندية لضغوط متزايدة من جماعات الضغط الموالية لـ “إسرائيل”، وذلك لطرد صحفي وناشط فلسطيني بتهم كاذبة بالترويج لمعاداة السامية، إذ يٌتهم خالد بركات، الذي يعيش في مدينة فانكوفر الكندية، من قبل جماعات بمعاداة السامية والتحريض على الهجمات ضد “إسرائيل”. وحتى الصحيفة الكندية، ناشيونال بوست، دعت الحكومة أيضًا إلى ترحيل الصحفي الفلسطيني، زاعمة أنه مرتبط بمنظمة غير حكومية مقرها غزة ومنظمة غير حكومية موالية لفلسطين في كندا.
ورفضت شبكة صمدون للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين هذا الترحيل، مشيرة إلى أن بركات استُهدفت بحملة تشهير. وذكر بركات أن مجالس الطلاب في أربع جامعات كندية كبرى صوتت مؤخرًا لمقاطعة “إسرائيل” وفرض عقوبات عليها لانتهاك حقوق الفلسطينيين، مضيفًا أنها دعت إلى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وكذلك إنهاء استعمار فلسطين.
وخصصت “رابطة مكافحة التشهير”، وهي منظمة صهيونية كبيرة في الولايات المتحدة، صفحة كاملة لمهاجمة الفلسطيني، محمد الكرد، على موقعها على الانترنت، مدعية أنه “يمارس نمط مقلق من الخطاب والافتراء الذي يتجاوز بكثير النقد المنطقي لإسرائيل”. ويقود الرابطة جيسون جرينبلات، الذي كان مستشار ترامب ومبعوثه للسلام في الشرق الأوسط، كما تعد الرابطة من أشد منظمات اللوبي الإسرائيلي في استهدافها للقضية الفلسطنيية.
وقالت الرابطة إن الكرد ناشط فلسطيني بارز تم تعيينه عام 2021 كمراسل لفلسطين من قبل المجلة اليسارية The Nation في عام 2021، وأنه نشر مقالات وأجرى مقابلات في مجموعة واسعة من وسائل الإعلام. وجمعت الرابطة عدد من تغريدات الكرد واتهمته كالعادة بممارسة معادة السامية واليهود ومعاداة الصهيونية.
وفي السياق، تراجعت شركة جايكو الأمريكية للتأمين عن استضافة الناشطة ليندا صرصور، وهي من أصول فلسطينية، في فعالية تقيمها بمناسبة شهر التراث الشرق أوسطي والإفريقي، وذلك بعد حملة شرسة من جماعات الضغط المؤيدة لـ “إسرائيل”. وأبلغت الشركة موظفيها عبر رسالة بريدية استضافة الناشطة ليندا صرصور للتحدث عن “التنوع والشمول في المجتمع”، ضمن فعاليات “شهر التراث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” في 5 أبريل/نيسان الجاري.
وما أن انتشر الإعلان حتى بدأت مجموعات ونشطاء إسرائيليون في الولايات المتحدة حملة ضغط على الشركة لعدم استضافة ليندا صرصور، التي وصفوها بـ “المعادية للسامية” بسبب مواقفها المؤيدة لقضية الشعب الفلسطيني. ودعت حسابات مؤيدة لـ “إسرائيل” جميع الزبائن اليهود للشركة والمؤيدين لـ “إسرائيل” إلى التوقف عن التعامل معها والبحث عن شركات أخرى.
وبعد يومين من الإعلان عن دعوة ليندا صرصور، نشرت الشركة بيانًا عامًا على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي تعتذر فيه عن استضافتها. وأعلنت الشركة إلغاء الفعالية وأكدت أنها “لا تسمح بأي شكل من أشكال الكراهية”. وفي السياق، رفع ناشطون متضامنون مع الحقوق الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية دعوى قانونية ضد إدارة جامعة جورج واشنطن تتهمها بممارسة التمييز في الحقوق المدنية ضد طلبتها من ذوي الأصول الفلسطينية.
وجاءت الدعوى بعد أن حرمت الجامعة الطلبة من ذوي الأصول الفلسطينية من حقهم بالحصول على “خدمة الدعم النفسي عقب الصدمات” التي توفرها الجامعة، حيث رفضت استقبالهم عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على القدس وقطاع غزة. وكما رفضت الجامعة اعتبارهم حالات تعاني من صدمة نفسية، إضافة لمنعهم من التعبير عن رأيهم وتضامنهم مع شعبهم، والطب منهم حذف المنشورات المؤيدة لفلسطين من المواقع المرتبطة بالجامعة.
وكانت إدارة جامعة جورج واشنطن قد تعرضت لانتقادات بسبب التمييز ضد الفلسطينيين في السابق، عندما أمرت شرطة الحرم الجامعي طالبا بإزالة علم فلسطين من نافذة غرفته الجامعية. ورفعت الدعوى باسم الموظفة الفلسطينية الأميركية ندى الباشا التي تعمل في خدمة الدعم النفسي في الجامعة، فيما تبنت منظمة فلسطين القانونية رفع الدعوى مجانا، ويمثلها المحامي بنيامين دوغلاس نيابة عن الباشا.