كيف أسقطت الأحداث الأخيرة في القدس رهان كل المتخاذلين والمطبعين؟

أكد الملتقى الوطني لدعم المقاومة أن عملية التحريض والتحشيد من ما يسمى جماعة الهيكل لاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى جرت في ظل صمت عربي رسمي أو بيانات خجولة لا تتناسب مع حجم العدوان الإسرائيلي، وفي ظل موقف دولي منحاز يغطي ويدعم الممارسات العدوانية. وقال الملتقى لقد جاءت الأحداث “لتسقط رهان كل المتخاذلين والمطبعين الذين يهرولون لعقد الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني، ويسمحون له بإقامة احتفالات تخليد قتلاه على أراضيها”.

 

وبيّنت أن هذه الأحداث “تؤكد أن خيار المقاومة هو الطريق لمواجهة الاحتلال ومخططاته رداً على خطاب ومواقف الهزيمة والخنوع والتنسيق الأمني والتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم”. وشارك مئات المواطنين في دول عربية وإسلامية، بوقفات احتجاجية، للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، والتي اسفرت عن وقوع مئات الإصابات في صفوف المصلين الفلسطينيين، واعتقال مئات آخرين.

 

ففي موريتانيا، شارك المئات من الموريتانيين، في وقفة احتجاجية استجابة لدعوة “المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة” بالعاصمة نواكشوط؛ مُطالبين الشعوب العربية والإسلامية بالخروج في مسيرات دعمًا للقدس ورفضًا للاعتداءات الإسرائيلية. كما نظم عدد من الأردنيين، ‏وقفة احتجاجية بالقرب من سفارة الاحتلال في العاصمة عمان؛ تنديدًا بانتهاكات الاحتلال المستمرة بالمسجد الأقصى.

 

وفي تركيا، شارك نشطاء أتراك فعاليات احتجاجية أمام مسجد الفاتح في مدينة إسطنبول بعد صلاة التراويح، وأخرى أمام قنصلية الاحتلال منتصف ليل السبت. وفي المغرب، أعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، عزمها تنظيم وقفة احتجاجية مع الشعب الفلسطيني بالرباط أمام مبنى البرلمان.

 

وفي ظل هذه الأحداث جاء دور المتخاذل والمطبع الكبير، حيث هنأت السفارة الإماراتية في تل أبيب، المستوطنين الإسرائيليين بمناسبة “عيد الفصح اليهودي”، معربة عن تمنياتها بـ “عطلة مليئة بالسلام والمحبة”. ونشر حساب السفارة على تويتر تغريدة جاء فيها أن “الإمارات العربية المتحدة في تل أبيب تتمنى لشعب إسرائيل عطلة سعيدة في عيد الفصح، مليئة بالسلام والمحبة”.

 

وفي السياق ذاته، كشفت وكالة الأنباء الإماراتية أن سفيرة البلاد لدى فرنسا، هند مانع العتيبة، أقامت مأدبة إفطار بمقر سفارة الدولة في العاصمة باريس، “بمناسبة شهر رمضان المبارك والأسبوع المقدس وعيد الفصح اليهودي”. ويشار إلى أنه قد أكد المفكر الكويتي، عبد العزيز بدر القطان، أن التطبيع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي يعطي الضوء الأخضر لشرعنة جرائم الاحتلال ضد المسجد الأقصى دون حسيب ورقيب.

 

وقال القطان: إن “ممارسة الاحتلال لإجرامه في شهر رمضان هي ضربة لجميع المسلمين حول العالم، لذا نحن اليوم مطالبون بأن نقف ونرفع الصوت عاليًا لدعم هذا الشعب المظلوم، خاصة في داخل الأراضي المحتلة”. وبدوره، أكد رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية الكويتي طارق الشايع، أن الدول الخليجية كان لها موقف من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى من خلال بيانات الإدانة، ولكن الكويت لم تقف عند بيان الخارجية. وأوضح أن “موقف الكويت تجاوز منظومة العمل الخيري والإغاثي من خلال مؤسسات المجتمع المدني عبر إرسال المعونات لأهل القدس، والشعوب أيضًا ما تزال مناصرة للحق الفلسطيني على الرغم من تطبيع بعض أنظمتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى