بعد 6 أسابيع من الاحتجاج.. كيف أجبر ناشطون شركة أسلحة صهيونية على مغادرة لندن؟

 

اضطرت شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية لصناعة الأسلحة لمغادرة مقرها بلندن في 20 يونيو/حزيران الماضي، بعد سلسلة احتجاجات مكثفة نظمتها حركة “العمل من أجل فلسطين” (بالستاين آكشن) (Palestine Action) البريطانية التي تستهدف مقرات الشركة في المملكة المتحدة، متهمة إياها بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني. ويعد هذا ثاني انتصار للحركة هذا العام، حيث أجبرت إلبيت سيستمز في يناير/كانون الثاني الماضي على بيع مصنع “إلبيت فيرانتي” التابع لها في مدينة أولدهام البريطانية، إثر حملات متتالية استهدفت المصنع لأكثر من عام.

وقال ريتشارد برنارد المؤسس المشارك لحركة العمل من أجل فلسطين في حوار مع وكالة “سند” للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، إن النجاح الأخير الذي حققته الحركة جاء نتيجة حملة مكثفة من الاحتجاجات على مدى 6 أسابيع. وتابع قائلا “قمنا بأنشطتنا مرة أو مرتين على الأقل أسبوعيا.. وسببت أنشطتنا إحراجا كبيرا لإلبيت سيستمز. وتدريجيا وصلنا إلى نقطة الضغط حيث تعين عليهم مغادرة مقرهم”.

وأشار برنارد إلى أن أعضاء الحركة استخدموا صورا مختلفة من الاحتجاج حيث قيدوا أياديهم في أنابيب، وصبغوا المبنى بأكمله بالطلاء الأحمر كرمز للدم الفلسطيني “الذي تريقه هذه الشركة فقط من أجل كسب الربح”، وفق تعبيره. وحول العقوبات التي واجهتها الحركة، قال برنارد إن “ما تقوم به الشرطة والحكومة البريطانية بحقنا هو شيء لا يذكر مقارنة بما يتعرض له الفلسطينيون باستخدام أسلحة الحرب والقتل التي تُصنع في أرجاء البلاد، والاتفاقيات التي توقع في مقراتها”.

وأفاد بأن الشرطة البريطانية اعتقلت 57 من أعضاء الحركة لاحتجاجاتهم أمام مقر الشركة بلندن، وكانت غالبية تلك الاعتقالات بتُهم “التعدي البالغ على الممتلكات” أو “الضرر الجنائي”، كما اتُّهم بعض المعتقلين بالابتزاز لمطالبهم بإخلاء مقر الشركة. وأوضح برنارد أنهم قرروا اللجوء إلى ما وصفه بـ”الفعل المباشر” ضد مصانع إلبيت سيستمز كخيار أخير.

وقال “لقد اكتفينا من استجداء الحكومات وسلطات القمع لتغيير أساليبهم. نحن نعرف أن الحكومة والدولة البريطانية متورطة باستعمار الشعب الفلسطيني لما يزيد عن 100 عام، منذ وعد بلفور الذي وقعه وزير الخارجية البريطاني”. وتابع قائلا “أي استجداء للحكومة أو السياسيين لم يكن شيئا نرغب بفعله. كان هدفنا أن نقوم بفعل مباشر، بأن نقصد المصدر، وأن نخاطر بأنفسنا وأجسادنا وحرياتنا لنقوم بتلك النشاطات”.

وقامت حركة العمل من أجل فلسطين بأول نشاط احتجاجي لها في يوم انطلاقها في يوليو/تموز من عام 2020، واستهدف الفريق في ذاك اليوم مقر إلبيت سيستمز الذي أُغلق الشهر الماضي في لندن. ووفقا لبرنارد، استمرت الأنشطة التي استهدفت المقر على مدار أسبوعين، قبل أن تتمكن الشرطة من إيقافهم.

وقال الناشط البريطاني إنهم قطعوا على أنفسهم عهدا في ذلك الحين بأن يعودوا بشكل أقوى، وهذا ما حصل بالفعل، حيث تجددت احتجاجاتهم ضد مقر الشركة الإسرائيلية بعد أسبوع واحد فقط برفقة أعداد أكبر من الشباب البريطاني الذين التحقوا بالحركة تضامنا مع الشعب الفلسطيني. وتخلل العامين الأخيرين الكثير من الاحتجاجات ضد المصانع والمقرات التي تمتلكها شركة إلبيت سيستمز، أو تلك التي تساهم في تصنيع مواد مهمة في صناعة الأسلحة لصالح الشركة الإسرائيلية في جميع أنحاء بريطانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى